حان الوقت لصوغ تفاهمات نووية جديدة مع الولايات المتحدة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      أثار قرار إدارة [الرئيس الأميركي] باراك أوباما بدء حوار مع إيران مخاوف إسرائيلية قديمة. وفي إطار ذلك طُرحت أسئلة كثيرة منها: هل يحتمل أن يؤدي إصرار هذه الإدارة على التوصل إلى صفقة تمنع إيران من أن تصبح دولة نووية، إلى طلب بادرة حسن نية موازية من إسرائيل؟ هل سيتم مطالبة إسرائيل بإغلاق ديمونا [المفاعل النووي الإسرائيلي] في مقابل إيقاف عمل نتانز [المفاعل النووي الإيراني]؟.

·      إن هذه المخاوف ستكون في صلب اللقاء، الذي سيعقده رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مع الرئيس الأميركي، باراك أوباما، في 18 أيار/ مايو الحالي في واشنطن. وبحسب ما نُشر في صحيفة "واشنطن تايمز" الأميركية فإن نتنياهو ينوي أن يطلب من أوباما تعهداً واضحاً بعدم الربط بين نتانز وديمونا. وسيستند، في طلبه هذا، إلى التفاهمات السياسية السرية في هذا الشأن، والتي تم التوصل إليها قبل أربعين عاماً بين رئيسة الحكومة الإسرائيلية، غولدا مئير، والرئيس الأميركي، ريتشارد نيكسون.

·      غير أن هذه التفاهمات لم تُدوّن، في واقع الأمر، في وثائق رسمية، ولم تحفظ لا في السجلات الوطنية الأميركية ولا في سجلات دولة إسرائيل. ولا شك في أنه حان الوقت، بعد مُضي أربعين عاماً، كي تحاول إسرائيل والولايات المتحدة أن تصوغا تفاهمات نووية جديدة تكون أكثر علنية، وذلك على غرار التفاهمات النووية القائمة بين الهند والولايات المتحدة مثلاً.

·      في الوقت نفسه يتعين على إسرائيل أن تؤدي الدور المطلوب منها في هذا المجال. وقد حان الوقت لأن تتحرر من التفكير الجامد وأن تنتقل إلى تفكير إبداعي بشأن الصلة بين نتانز وديمونا. إن هذه الصلة لا تعني، بصورة أوتوماتيكية، القضاء على قوة إسرائيل النووية، لسبب بسيط هو أنه لا يمكن المقارنة بين إسرائيل وإيران، لا من الناحية السياسية ولا من الناحية التكنولوجية.