فكرة الدولتين قد تُظهر خلافات حقيقية بين نتنياهو وأوباما
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      لا يجوز أن نستخف بأهمية فكرة "دولتين لشعبين". ويبدو أن هذا الموضوع هو المجال الوحيد، الذي سيظهر خلاف حقيقي بشأنه بين رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، والرئيس الأميركي، باراك أوباما، خلال لقائهما المرتقب في واشنطن يوم 18 أيار/ مايو الحالي.

·      أمّا الموضوع الإيراني فلن يكون هناك جدل بشأنه بين الزعيمين، إذ أن نتنياهو سبق أن وافق على إجراء الولايات المتحدة حواراً مع إيران. كما أن مطالبة نتنياهو بالاعتراف بـ "الدولة اليهودية" لا تثير مشكلة، على الرغم من أنها تقلق الفلسطينيين، إذ إن نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، أكد خلال خطابه أمام مؤتمر منظمة "أيباك"، هذا الأسبوع، أن إسرائيل هي "دولة يهودية وديمقراطية". وأخيراً فإن نتنياهو وأوباما متفقان على أن سورية لا تحتل أولوية متقدمة في الوقت الحالي.

·      غير أن كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية، بدءاً بالرئيس نفسه، أوضحوا أنهم متمسكون بفكرة دولتين لشعبين، وذلك بواسطة رسائل حادة تم توجيهها إلى إسرائيل منذ أن تسلم نتنياهو مهمات رئيس الحكومة. كما أنهم أوقفوا التنسيق السياسي الوثيق، الذي كان قائماً خلال ولاية [الرئيس السابق] جورج بوش، وبذا عبّروا عملياً عن ابتعادهم عن إسرائيل.

·      إن السؤال المطروح بناء على ذلك هو: هل ينوي نتنياهو أن يقوم بانقلاب أيديولوجي ويعلن تأييده فكرة الدولتين، وبذا يجازف باحتمال انفراط عقد بقاء ائتلافه الحكومي؟ في واقع الأمر لا توجد إلى الآن إشارات تدل على ذلك. وإذا لم تحدث مفاجأة كبرى فإن نتنياهو، على ما يبدو، سيحاول أن يفسر لأوباما الأسباب التي تجعله يعتبر أن فكرة إقامة دولة فلسطينية هي فكرة سيئة ولا لزوم لها.

·      كما أن من الجائز أن يلمح نتنياهو إلى أوباما، خلال اجتماعهما المغلق، أنه في حال حصوله على الوقت الكافي وعلى الفرصة المطلوبة، وفي حال وجود شريك فلسطيني لائق، فإنه سيدرس إمكان الموافقة على إقامة دولة فلسطينية. أمّا الآن فعلى أوباما أن يبدي تفهماً لأوضاعه السياسية القاهرة.