أوضاع إسرائيل الصعبة سببها السياسة الخطأ التي تتبعها حكومة نتنياهو
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف

·       إن الوضع الصعب، الذي يجعل إسرائيل تقف في مواجهة العالم كله، غير ناجم عن أوضاع اضطرارية، ولذا، فإن كثيرين من الناس الطيبين يطالبون حزب كاديما بالانضمام إلى الحكومة من أجل منع تدهور هذا الوضع أكثر فأكثر.

·       لا شك في أن الجمهور الإسرائيلي العريض يرغب في انضمام كاديما إلى الحكومة لأنه يدرك أن سياستنا يجب أن تحل محل سياسة الحكومة. لكن من أجل انضمامنا إلى الحكومة لا بُد من توفر شرطين: أولاً، أن يتبنى رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، سياسة أخرى عقلانية؛ ثانياً، أن تضم الحكومة أكثرية تؤيد هذه السياسة العقلانية. وبناء على ذلك، فإن القرار الجوهري في هذا الشأن هو في ملعب نتنياهو.

·       إن الوحدة السياسية تكون مهمة وصحيحة فقط في حال وجود تفاهم مشترك بشأن أسباب الوضع الحالي، ووجود اتفاق بشأن الحل المطلوب، أمّا الانضمام إلى سياسة الجمود وصراع البقاء فمن شأنه أن يفاقم الضرر.

·       من ناحية أخرى، فإنه لا يجوز تبني الاستنتاج الخطأ والخطر، الذي توصل إليه جزء من القيادة والجمهور العريض في إسرائيل، وفحواه أن "العالم كله ضدنا". وحتى لو كان هناك، في الوقت الحالي، خطوات معادية لإسرائيل في العالم كله، فلا بُد من القول إن هذه الخطوات تتغذى أساساً من سياسة إسرائيلية خطأ ومن سلوك إشكالي.

·       قبل عام واحد كانت سياسة إسرائيل ومواقفها مقبولة من الأسرة الدولية، لأنه كان من الواضح أن الحكومة الإسرائيلية السابقة جادة في نياتها بشأن التوصل إلى تسوية ومصرّة على التوصل إليها، انطلاقاً من رؤية المصالح الإسرائيلية، وليس من أجل إرضاء العرب أو نتيجة خنوع لضغوط دولية. ومنذ ذلك الوقت فإن العالم ومواقفه الأساسية لم يتغيرا مطلقاً، والتغيير الوحيد الذي حدث هو أن العالم بات لا يعرف ما هي سياسة الحكومة الإسرائيلية وغير واثق بنياتها، على الرغم من مرور عام على توليها مهمات منصبها.

·       إن الولايات المتحدة هي أهم صديق لإسرائيل، وتُعتبر منظومة العلاقات معها رصيداً استراتيجياً مركزياً بالنسبة إلينا، سواء على الصعيد العسكري أو على الصعيد السياسي. كما أن الاستعداد الأميركي لدفع عملية السلام إلى الأمام هو فرصة ذهبية لإسرائيل تتطلب التنسيق الدقيق بدلاً من التهرب.

·       لا شك في أن القدس هي موضع إجماع وطني، وهكذا ستبقى، فضلاً عن أنها تلقي على عاتقنا جميعاً مهمات مشتركة، غير أن الامتناع من التوصل إلى تسوية يؤدي إلى تأكل مكانة إسرائيل في القدس، وإلى قيام جهات أخرى باتخاذ قرارات تتعلق بها، وربما تكون في غير مصلحتنا. وصدق من قال إن الحكومات الإسرائيلية كلها قامت بأعمال بناء في القدس إلا إنها، في موازاة ذلك، لم تحاول التهرب من التسويـة.

·       إن رئيس الحكومة الإسرائيلية [بنيامين نتنياهو] متعلق إلى حدّ كبير بشركاء يبعدون الجمهور الواسع عن الديانة اليهودية، ويبعدون إسرائيل عن العالم الحرّ. وحزب كاديما لا يمكنه أن يكون شريكاً في ذلك كله. وقد أوضحتُ لرئيس الحكومة، مراراً وتكراراً، أنه في حال قيامه باتخاذ القرارات الحاسمة المطلوبة والمتعلقة بالتسوية مع الفلسطينيين، فإن حزب كاديما سيكون مؤيداً لهذه القرارات، وفي حال قيام بعض شركائه بمحاولة إسقاط حكومته، جرّاء هذه القرارات، فإن الحزب سيصبح شريكاً في الحكومة. غير أن سلوك رئيس الحكومة حتى الآن يدل على أنه لم يغير مواقفه السياسية بصورة حقيقية، كما أن تركيبة الحكومة التي ألّفهـا لا تتيح أي إمكان لإحداث تغيير حقيقي.

 

·       إن تجربتي خلال المفاوضات مع الفلسطينيين أقنعتني بأنه يمكن التوصل إلى تسوية تسفر عن رسم حدودنا الدائمة، وعن إيجاد شرعية كبيرة لوجودنا كدولة يهودية، وعن إتاحة إمكان الدفاع عن أنفسنا. إن مواقفي في هذا الشأن لم تتغير، أمّا بالنسبة لتغيّر الوضع، فإن ذلك عائد أساساً إلى اتباع سياسة خطأ وسلوك غير لائق، فضلاً عن وجود ائتلاف حكومي سيىء وانعدام رؤية حقيقية.