· قبل فترة وجيزة التقيت على ضفاف بحيرة متجمدة في إحدى مدن شمال الكرة الأرضية شخصاً اسمه ن. س يشغل منصباً سياسياً رفيع المستوى في تحالف المتمردين السوريين. وقد رهن لقاءه معي بشرط عدم الكشف عن هويته، وعدم تحديد مكان عقده. وفي سياق هذا اللقاء، قال لي إن الهدف من زيارته لهذه المدينة هو نقل تقارير بشأن الأحداث الأخيرة التي تشهدها سورية، والتشديد على رغبة المتمردين في أن تقوم حكومات العالم الغربي بالتدخل في ما يحدث في هذا البلد، بما في ذلك عسكرياً.
· وعندما قلت له أنني من صحيفة "يديعوت أحرونوت" صافحني بحرارة، وقال إنه مطلع على ما يحدث في إسرائيل، ويقرأ يومياً الموقع الإلكتروني الإنكليزي التابع للصحيفة.
· وأكد ن. س أن ما يحدث في سورية ليس حرباً أهلية، وإنما انتفاضة قام بها شعب يريد أن يعيش بحرية ضد نظام دكتاتوري دموي لا يتورع عن قتل الأطفال والنساء. وشدد على أن هذه الانتفاضة سوف تتكلل بالنجاح في نهاية المطاف، وسوف تطيح بنظام بشار الأسد، وأن السؤال المطروح الآن يتعلق بحجم الثمن الذي سيتم دفعه إلى حين تحقيق ذلك.
· وأضاف أنه بعد إطاحة نظام الأسد من المتوقع أن تمر سورية في مرحلة انتقالية صعبة تستمر عدة أعوام، وبعدها ستكون دولة ديمقراطية، وستحظى الأقليات والنساء فيها بالمساواة التامة. كما أكد أنه من الواضح منذ الآن لقيادة المتمردين أنه لا بد من التوصل إلى سلام مع إسرائيل. وقال: "إننا ندرك أن السلام مع إسرائيل ضروري من أجل أن نبني الدولة من جديد. كما أنه يجب إعادة هضبة الجولان إلى سورية. وكل هذا سيتم بصورة مسؤولة." وأشار إلى أن لديه اتصالات مع عدد كبير من الجهات في إسرائيل، وإلى أنه رفض الكشف عن هويته وتحديد مكان اللقاء كي لا يعرض نفسه للخطر.