إهانة رئيس هيئة الأركان العامة التي لم يكن لها لزوم
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

بلّغ وزير الدفاع إيهود باراك رئيس هيئة الأركان العامة غابي أشكنازي أمس أنه قرر عدم تمديد ولايته عاماً خامساً. وبناءً على ذلك، سينهي إشكنازي مهمات منصبه في شباط / فبراير 2011. إن هذا الإعلان يفتتح، رسمياً، السباق على منصب رئيس الأركان المقبل. علاوة على ذلك، فإنه ينطوي على تلميح من باراك فحواه أنه ينوي إدارة عملية التعيين عن قرب. وحتى اللحظة، يبدو اللواء يوآف غالانت واللواء بِني غانتس المرشحين الأوفر حظاً لنيل هذا المنصب. ومع ذلك، فإن التنافس بعيد عن أن يكون محسوماً، ويجب عدم استبعاد إمكان فوز اللواء غادي أيزنكوت أو اللواء موشيه كابلينسكي به.

وقد اجتمع باراك وأشكنازي في مكتب وزير الدفاع في تل أبيب ظهر أمس بعد أن استُدعي رئيس الأركان إلى الاجتماع بصورة مفاجئة، وقال وزير الدفاع له إن ولايته ستنتهي في الموعد الذي حُدد سلفاً في قرار الحكومة، أي في ختام الأعوام الأربعة. وفي العادة، يشغل رؤساء الأركان هذه المنصب لثلاثة أعوام، وفي معظم الأحوال تُمدَّد ولايتهم عاماً رابعاً. وكان رفائيل إيتان رئيس الأركان الوحيد الذي شغل هذا المنصب خمسة أعوام، وذلك في أوائل الثمانينيات. وفي سابقة هي الأولى، حُددت ولاية أشكنازي سلفاً بأربعة أعوام عندما عينه وزير الدفاع في حينه عمير بيرتس في هذا المنصب سنة 2007. وقال باراك لأشكنازي إن هذا القرار اتُخذ بمعرفة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. وأجاب أشكنازي أن القرار "جيد جداً" بالنسبة إليه. وقبيل انتهاء الاجتماع قال باراك إن من المهم أن ينسق الناطقان الرسميان باسم وزير الدفاع والجيش الإسرائيلي فيما بينهما. وسأل رئيس الأركان: لمَ العجلة؟ فأجابه الوزير: "من المهم أن يعرفوا". وعُرضت على أشكنازي صيغة بيان إلى وسائل الإعلام أعدها مكتب الوزير مسبقاً، ولم يكن لدى رئيس الأركان ملاحظات عليها.

وجاء في الإعلان الذي نشر في ساعات المساء: "أعرب وزير الدفاع خلال الاجتماع عن ثقته برئيس الأركان وتقديره الكبير لعمله، وأثنى على نشاطه الرائع في بناء قوة الجيش الإسرائيلي وإنجازاته العملانية". كما جاء في البيان أن باراك "سيبدأ خلال الأشهر القليلة المقبلة بفحص المرشحين لمنصب رئيس الأركان المقبل للجيش الإسرائيلي".

 

وبعد ذلك ببضع ساعات، أصدر الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي بياناً توضيحياً من أشكنازي جاء فيه: "أود أن أوضح أنني لم أطلب أبداً من رئيس الحكومة أو وزير الدفاع أو أي جهة أخرى تولي منصبي عاماً خامساً. وأعتقد أن القرار الذي اتخذته الحكومة عندما توليت المنصب وحددت فيه ولاية رئيس الأركان سلفاً بأربعة أعوام كان قراراً سليماً ولائقاً. بناءً على ذلك، فإن سبب الحديث عن عام خامس ليس واضحاً، حيث أن هذا الأمر لم يكن مطروحاً".