من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· ليس سراً أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لم يحتفل بالتجديد للرئيس أوباما أربعة أعوام جديدة، وأنه يتخوف في حال فوزه في الانتخابات المقبلة، من أن تكون ولايته الثانية إلى جانب أوباما أصعب من الأولى.
· أمام أوباما أربعة أعوام كي يصفي حسابه مع نتنياهو بسبب دعم هذا الأخير العلني لميت رومني، وتحريضه للكونغرس، وتجميده المفاوضات مع الفلسطينيين، وبسبب الاستيطان، وطريقة تعاطية مع المشكلة الإيرانية. ومما لاشك فيه أن أوباما اليوم يستطيع أن يصفي حسابه مع نتنياهو من دون تأثير اللوبي اليهودي، ومن دون النفوذ المالي لشيلدون أدلسن خصه السياسي العنيد.
· في الولاية الثانية للرئيس أوباما، قد يسمح الرئيس لنفسه بالمخاطرة وبارتكاب الأخطاء أكثر من ولايته الأولى. بيد أن السؤال المهم الذي يطرح نفسه هل سيقوم باستغلال السنوات القادمة له في البيت الأبيض لتبرير حصوله على جائزة نوبل للسلام؟ أم سيفضل تكريس وقته من أجل معالجة الاقتصاد الأميركي؟ وهل سينصحه مستشاروه بالبدء بتصفية حسابه مع نتنياهو في الأيام القريبة؟ أم أنهم سيحذرونه من مغبة أن يرد نتنياهو عليه بتعبئة اليمين إلى جانبه، وأن يستغل ذلك كدليل على وقوف العالم ضد إسرائيل؟
· لقد كان في استطاعة أوباما خلال فترة ولايته الأولى اعتبار ما عانته أميركا في العراق وأفغانستان هو نتيجة التركة الثقيلة لولاية الرئيس السابق جورج بوش. إلا أنه لا يستطيع خلال الأعوام المقبلة سوى أن يتحمل المسؤولية عما حدث في الأعوام الأربعة الماضية. ولن يحظى أوباما هذه المرة بفترة مئة يوم كي يتأقلم مع مهماته الجديدة ولا حتى بفترة عشرة أيام. لا سيما في ظل تقدم الفلسطينيين بطلب إلى الأمم المتحدة برفع تمثيلهم إلى مراقب ودولة غير عضو. وفي حال لم يتراجع الفلسطينيون عن طلبهم سيكون أوباما مضطراً على أن يختار بين نتنياهو وعباس.
· بالطبع ثمة ثمن لكل خيار. فالوقوف ضد المبادرة الفلسطينية في الأمم المتحدة سيؤدي إلى خسارة عباس لمصداقيته الأمر الذي قد يدفعه إلى الاستقالة وقد يؤدي إلى تفكك السلطة الفلسطينية، وإلى انتشار الفوضى في المناطق، ونشوب انتفاضة ثالثة، وإلى أزمة عميقة في العلاقات مع مصر والأردن وإلى عاصفة إقليمية، في وقت تحولت فيه سورية(وحتى لبنان) إلى مزيج يشبه الصومال وأفغانستان، وأصبح العراق الساحة الخلفية لإيران. وإذا كان هناك رجل في العالم يمكنه أن يقدم خياراً ثالثاً يمنع حدوث اسوأ السيناريوهات فإن هذا الرجل هو باراك أوباما.
· يختلف أوباما سنة 2012 عما كان عليه في 2009، مثلما تغير العالم العربي كله عما كان عليه في بداية ولايته الأولى. والأكيد أن الواقع الجديد في الشرق الأوسط يضع الولايات المتحدة أمام تحديات جديدة وقواعد لعبة مختلفة.