رؤساء الأحزاب والزعماء السياسيون في إسرائيل يعقبون على نتائج الانتخابات الأميركية ونتنياهو يأمر وزراءه ونواب الليكود بالكف عن إطلاق أي تصريحات معادية لأوباما
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

أصدر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ظهر أمس (الأربعاء) أوامر إلى الوزراء وأعضاء الكنيست من حزب الليكود الذي يتزعمه تقضي بالكف عن إطلاق أي تصريحات تعرب عن خيبة الأمل من فوز الرئيس الأميركي باراك أوباما بولاية رئاسية ثانية، أو تنطوي على مواقف معادية لإدارته.

وعلى ما يبدو جاءت هذه الأوامر تحسبا من احتمال أن تؤدي مثل هذه التصريحات والمواقف إلى تفاقم الفتور المسيطر على العلاقات بين أوباما ونتنياهو، ولا سيما في إثر إقدام هذا الأخير على التدخل في انتخابات الرئاسة الأميركية من خلال إعلان تأييده المرشح الجمهوري ميت رومني. وكان نتنياهو قد استضاف رومني قبل عدة شهور، كما ظهر في أفلام دعائية بثتها الحملة الانتخابية للمرشح الجمهوري.

تجدر الإشارة إلى أن مسؤولين كبارًا في حزب الليكود أعربوا، بعد ظهور نتائج انتخابات الرئاسة الأميركية فجر أمس (الأربعاء)، عن خيبة أملهم من فوز أوباما، وأبدوا تخوفهم من أن تمارس إدارته ضغوطًا على إسرائيل من أجل تقديم تنازلات إلى الفلسطينيين.

وقال أحد أعضاء الكنيست من الليكود لصحيفة "يديعوت أحرونوت" إن "أوباما ليس جيداً لإسرائيل، وفي ضوء العلاقات الفاترة بينه وبين نتنياهو فإننا نتخوّف الآن من أن يحاول ممارسة ضغوط على إسرائيل لتقدم تنازلات".

وقال رئيس حركة الليكود العالمية عضو الكنيست داني دانون إن إسرائيل لا يمكنها أن تعتمد على الرئيس الأميركي المنتخب وإنما فقط على نفسها، وشدّد على أنها لن تتراجع أمام ضغوط أوباما.

على صعيد آخر أكد رئيس حزب شاس ووزير الداخلية الإسرائيلية إيلي يشاي وجود خلافات بين نتنياهو وأوباما، وقال في تصريحات صحافية أدلى بها إلى وسائل الإعلام خلال اشتراكه في مؤتمر للناطقين بلسان السلطات المحلية في إسرائيل عقد أمس (الأربعاء) في مدينة إيلات [جنوب إسرائيل]، إن فوز أوباما بولاية رئاسية ثانية لا ينطوي على بشائر سارة بالنسبة إلى نتنياهو.

وردًا على سؤال فيما إذا كان نتنياهو تدخل في انتخابات الرئاسة الأميركية لمصلحة المرشح الجمهوري رومني، قال يشاي: "لا أعرف ما إذا كانت إسرائيل تدخلت في الانتخابات الأميركية أم لا، لكن بصورة عامة لا يجوز لنا أن نتدخل في انتخابات أي دولة أخرى".

هذا، وتوالت طوال يوم أمس (الأربعاء) ردات الفعل من جانب رؤساء الأحزاب والزعماء السياسيين في إسرائيل على فوز أوباما بولاية رئاسية ثانية.

فقد هنأت رئيسة حزب كاديما السابقة تسيبي ليفني الرئيس أوباما في مناسبة فوزه. وقالت في تعقيب نشرته على صفحتها في شبكة التواصل الاجتماعي "فايسبوك" إن "الولايات المتحدة قررت أن تودع مستقبلها في يدي أوباما، وهذا الأمر ينطوي على أهمية كبيرة بالنسبة إلينا". وأضافت: "إن أمن إسرائيل يستند إلى العلاقات الاستراتيجية بين إسرائيل والولايات المتحدة المبنية على الثقة بين زعماء البلدين، وهذه الثقة مفقودة الآن، ولذا ثمة حاجة ماسة إلى محاسبة الذات وإجراء تصحيح عميق" [تقصد من جانب رئيس الحكومة نتنياهو].

وهنأت رئيسة حزب العمل عضو الكنيست شيلي يحيموفيتش الرئيس أوباما. وقالت في رسالة وجهتها إليه صباح أمس (الأربعاء) إن "فوزك يعكس الإنجازات التي حققتها خلال ولايتك الأولى، وأود أن أعرب عن تقديري الكبير لسعيك نحو تغيير المجتمع الأميركي، وللأجندة والقيم التي تدفعها قدمًا، والتي تتوافق مع الأفكار التي أتبناها، وهي المساواة، والعدالة الاقتصادية- الاجتماعية، وتحمل الدولة مسؤوليتها تجاه مواطنيها كافة".

وفي وقت لاحق قالت يحيموفيتش في مقابلة أجرتها معها قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية إن "أوباما هو رئيس جيد لإسرائيل، وقد تصدّر حملة فرض العقوبات على إيران، وساعد إسرائيل في الأمم المتحدة، ولا شك في أن الحلف الاستراتيجي بين إسرائيل والولايات المتحدة سيستمر".

وردًا على سؤال فيما ما إذا كانت تتوقع أي تدخل من جانب إدارة أوباما في الانتخابات الإسرائيلية العامة على خلفية توتر العلاقات بين الرئيس الأميركي ورئيس الحكومة نتنياهو، قالت يحيموفيتش إنها عارضت أي تدخل إسرائيلي في الانتخابات الأميركية، وتعارض أي تدخل أميركي في الانتخابات الإسرائيلية.

ورحب رئيس الدولة الإسرائيلية شمعون بيرس بفوز أوباما بولاية رئاسية ثانية. وقال بيان صادر عن ديوان رئيس الدولة أمس (الأربعاء) إن بيرس، الذي يقوم حاليًا بزيارة رسمية لروسيا، أكد أن أوباما فعل الكثير خلال ولايته الأولى من أجل الحفاظ على أمن إسرائيل، وأعرب عن ثقته بأن يستمر في إتباع هذا النهج، ولا سيما في كل ما يتعلق بمواجهة التحدي النووي الإيراني. وأشار إلى أن أوباما يمثل المستقبل ويهتم برفاهية الجميع والسلام العالمي.

وكان أول تعقيب لمسؤول إسرائيلي رفيع المستوى على فوز أوباما بولاية رئاسية ثانية، قد صدر عن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك وقال فيه إن في الإمكان التغلب على الخلافات في المواقف بين إسرائيل وأوباما فيما يتعلق بالموضوع النووي الإيراني والملف الفلسطيني.

وأضاف باراك: "لا شك في أن إدارة أوباما ستستمر في سياستها القائمة على دعم أمن إسرائيل، وبذل أقصى الجهود لمواجهة التحديات التي تضعها منطقة الشرق الأوسط أمامنا، ولتحقيق تقدّم في العملية السياسية [مع الفلسطينيين]، وسيكون بالإمكان التغلب على أي خلافات في المواقف إذا كانت هناك أصلاً خلافات كهذه".

وأصدر وزير الخارجية الإسرائيلية أفيغدور ليبرمان بيانًا هنأ فيه أوباما في مناسبة فوزه بولاية رئاسية ثانية. وقال: "إننا سنستمر في توطيد أواصر الصداقة الكبيرة بين الدولتين والشعبين والتي تستند إلى قيم مشتركة، كما سنستمر في العمل مع الولايات المتحدة من أجل تعزيز قوة دولة إسرائيل والحفاظ على مصالحها الاستراتيجية والحيوية".

وقال السفير الإسرائيلي لدى واشنطن مايكل أورن، في مقابلة أجرتها معه قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية، إن "العلاقات بين نتنياهو والرئيس أوباما جيدة للغاية وستستمر على هذا النحو". وأضاف "لا أتوقع حدوث أي تغيير في العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة خلال ولاية أوباما الثانية. والحلف الاستراتيجي بيننا سيستمر".

واتهم الرئيس السابق للحكومة وحزب كاديما إيهود أولمرت رئيس الحكومة نتنياهو بالتدخل الفظ في انتخابات الرئاسة الأميركية لمصلحة المرشح الجمهوري رومني. وقال أولمرت، الذي يقوم حاليًا بزيارة خاصة للولايات المتحدة، إن ما أقدم عليه نتنياهو في هذا الشأن يشكل خرقًا خطرًا للقواعد الأساسية التي تميّز العلاقات بين الدول فكم بالحري عندما يدور الحديث على حليفين استراتيجيين مثل إسرائيل والولايات المتحدة.

وأكد أولمرت أن أوباما كان صديقًا حميمًا لإسرائيل وسيبقى كذلك، وأشار إلى أن العلاقات الخاصة بين إسرائيل والولايات المتحدة تستند أساسًا إلى القيم المشتركة لدى الجانبين، لكن تظل هناك أهمية كبيرة لأن تكون العلاقات بين الرئيس الأميركي ورئيس الحكومة الإسرائيلية متميزة بالثقة شبه المطلقة. وأضاف: "إن السؤال المطروح الآن هو ما إذا كان بقي لرئيس الحكومة صديق حميم في البيت الأبيض بعد ما أقدم عليه نتنياهو في الأشهر القليلة الفائتة؟"