من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· لا شك في أن قيام الرئيس الأميركي باراك أوباما بإطلاق مبادرته السلمية [المتعلقة بالنزاع الشرق الأوسطي] خلال جولة بدأت في مصر ولم تشمل إسرائيل، أثار لدى العالم العربي شعوراً بأن أوباما غيّر وجهته. من ناحية أخرى، فإن الخطاب الذي ألقاه [رئيس الحكومة الإسرائيلية] بنيامين نتنياهو في جامعة بار ـ إيلان، والذي وعد فيه بحل دولتين لشعبين، بقي حبراً على ورق، الأمر الذي جعل مهمة أوباما، الذي كان منهمكاً في معركته الكبرى من أجل إقرار قانون الضمان الصحي، صعبة أكثر فأكثر.
· لا يحتاج أوباما إلى أن يكون معادياً لإسرائيل حتى يغضب على نتنياهو وألاعيبه، وعلى استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة، وعلى استمرار أعمال البناء [في المستوطنات] وعدم القيام بأي خطوة تهدف إلى بناء الثقة مع الفلسطينيين. كما لا يحتاج أوباما إلى مستشارين يهود كي يدرك أن نتنياهو أراد لقاءه خلال المؤتمر السنوي لإيباك، كي يقول ما لم يرغب أوباما في سماعه.
· في الوقت نفسه، فإن نتنياهو ليس مثل [رئيس الحكومة الأسبق] مناحم بيغن، الذي قام في سنة 1981 باستدعاء السفير الأميركي لدى إسرائيل، سام لويس، وتوبيخه بسبب سلسلة "العقوبات" التي فرضتها أميركا على إسرائيل في إثر قصف المفاعل النووي في العراق، وقصف مقر قيادة منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت، وتمرير قانون ضم الجولان في الكنيست. لكن ما يجدر تذكره هو أن بيغن أقدم على تلك الخطوة بعد مرور ثلاثة أعوام على فوزه بجائزة نوبل للسلام [بسبب توقيع معاهدة السلام مع مصر].
· أعتقد أن أوباما لم يقصد توجيه إهانة شخصية إلى نتنياهو، وإنما رغب في أن يوضح له أن الصداقة تعني قول الحقيقة. ومع ذلك، فإن أوباما ذهب بعيداً جداً في محاولة فرض إملاءاته علينا. وعلى الرغم من أن ديفيد أكسلرود، أحد كبار مساعدي أوباما، أكد لشبكة التلفزة سي. إن. إن، أن الرئيس الأميركي لم يقصد توجيه إهانة إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية، إلا إنه لا بُد من القول إن التوتر بين إسرائيل والولايات المتحدة ينطوي على دلالات خطرة للغاية، ذلك بأنه، بادئ ذي بدء، يمكن أن يؤدي إلى تدهور وضعنا الدولي.
· في موازاة ذلك، فإن تصرفات حكومة نتنياهو تشجّع إدارة أوباما على عدم أخذنا في الاعتبار، وإلا كيف يمكن تفسير تحوّل موضوع القدس إلى أول موضوع مدرج في جدول أعمال المفاوضات غير المباشرة، وهو الموضوع الذي كان يُترك دائماً إلى النهاية في كل تاريخ المفاوضات؟ إن ما يتعين على نتنياهو فعله إزاء هذا هو التصرف بحكمة كبيرة، وهذا يعني إقامة حكومة سلام مؤلفة من الليكود وكاديما وحزب العمل من دون شاس و"إسرائيل بيتنا"، وعندها ربما نعرف، في نهاية الأمر، ما الذي يرغب فيه [وزير الدفاع ورئيس حزب العمل] إيهود باراك.