من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
شدد رئيس الحكومة الفلسطينية في مقابلة خاصة أجرتها معه الصحيفة على أن العالم كله سيحتفل العام المقبل بولادة الدولة الفلسطينية، معرباً عن أمله بأن يشارك الإسرائيليون أيضاً في احتفالات الإستقلال. وأعلن فياض "أن وقت ولادة المولود الذي سيجسّد حقّنا في الحياة الحرة على الأرض التي ولدنا عليها، جنباً إلى جنب مع الإسرائيليين، هو أواسط سنة 2011".
وأثنى فياض على إعلان اللجنة الرباعية الدولية قبل أسبوعين من موسكو، تأييدها الخطة التي أعلنتها السلطة الفلسطينية في سنة 2009 لإقامة دولة فلسطينية مستقلة خلال 24 شهراً. ورأى أن قرار اللجنة الرباعية حوّل الخطة إلى مشروع دولي، وأوضح: "ونقصد هنا دولة ذات سيادة، لا يسيطر عليها الآخرون. لا نريد دولة ميكي ماوس، أو فضلات دولة". وقال أنه خطط لموعد ولادة خطة الاستقلال بعد استشارات أجراها مع المقربين منه، بحيث يرى المولود الجديد النور خلال الولاية الأولى للرئيس الأميركي باراك أوباما، وذلك بعد استخلاص العبر من مواقف الإدارات الأميركية السابقة. وشدد على أنه خطط مسبقاً كي لا يكون الوقت لإقامة الدولة طويلاً جداً، وذلك بهدف تقصير أجل الاحتلال، وإزالة الشك من قلوب الناس في قدرة السلطة على بناء مؤسسات الدولة، كما لم يشأ تقصير الوقت، لفسح المجال أمام بناء المؤسسات، وجمع التأييد الدولي للخطة.
واتهم فياض نتنياهو بالخضوع للمستوطنين الذين لا يمثلون أغلبية الإسرائيليين. وقال: "لدينا قيم إنسانية واحدة، وعليكم أن تدركوا أن السلام يكون بين الند للند، وليس بين الأسياد والعبيد".
وهاجم فياض، الذي شارك في عدد من تحركات الاحتجاج الشعبية ضد الاحتلال، السياسة الإسرائيلية العنيفة ضد تحركات الاحتجاج في بلعين ونعلين، وكذلك قمع المتظاهرين، وقال"ليس من المنطقي أن نتوقع من الفلسطينيين تحمّل ظلم الاحتلال. إنه مثل المياه التي تكبحها في مكان، لتنبثق في مكان آخر. من حق الشعب المضطهد أن يقول كفى".
ولدى سؤال فياض هل المطالب الأميركية من إسرائيل تدفع في الاتجاه الصحيح؟ وهل يوافق على الحجة القائلة إن إنهاء النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني يساعد على كبح إيران؟ قال إنه يجب عدم النظر إلى المطالب الأميركية على أنها لمصلحة الفلسطينيين على حساب الإسرائيليين، وعلى الفلسطينيين والإسرائيليين تحمّل المسؤولية، فالنزاع في المنطقة هو بين المتطرفين والمعتدلين. من هنا، فإنه من الواضح بالنسبة إليه أن إنهاء النزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي هو مصلحة قومية أميركية. وأن المجتمع الدولي يجب أن يُعطى حرية الحركة كي يقدر على مساعدتنا. وأضاف: "إذا كانت إسرائيل تتوقع أن يقف الرأي العام في العالم عامة، وفي واشنطن بصورة خاصة، إلى جانبها، ويدعمها مئة في المئة في كل ما تقرره، من دون الأخذ في الحسبان التعهدات والقانون الدولي، فهذا في الحقيقة توقع كبير جداً حتى من الأصدقاء".
وسئل فياض عن سبب تذكر الفلسطينيين المفاجىء مشكلة المستوطنات بعد أعوام من تجاهلها، وبعد القبول بإجراء مفاوضات بشأن الحل الدائم، وما رأيه في أن المقربين من نتنياهو يزعمون أن المطالبة بتجميد الإستيطان هو ذريعة لكسب الوقت كي يفرض المجتمع الدولي على إسرائيل خطته، فردّ معترفاً بأن الفلسطينيين أخطأوا سابقاً في القبول بالوضع وبعدم المطالبة بوقف توسيع المستوطنات خلال المفاوضات، وأن أشياء كثيرة لم تكن واضحة في جو الفرح العارم الذي ساد سنة 1993. فلقد كان يبدو حينها أن هذه المشكلات كلها ستحل قبل أيار/ مايو 1999. وأعرب فياض عن أمله بأن يصار إلى حل هذه المشكلة في أسرع وقت.
ولدى سؤاله عن إمكان إيجاد حل للخلاف بشأن تجميد بناء المستوطنات في القدس، أعرب عن ثقته بإيجاد حل للمشكلة. ففي رأيه، تحولت 1600 وحدة سكنية في رامات شلومو إلى قضية أساسية في نظر العالم كله. ليس الفلسطينيون من فعل ذلك، ولا الأميركيون. وسئل كيف سيعلن قيام الدولة الفلسطينية في الوقت الذي تسيطر "حماس" على غزة، والفلسطينيون غير قاردين على إجراء الانتخابات؟ فأجاب: "سكان غزة يتطلعون إلينا، وهم أيضاً يرغبون في حياة أفضل. أنظر كم نحن مقسّمين في الضفة الغربية، في الوقت الذي تستطيع أن تقطع غزة من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب عشرين مرة في اليوم. نستطيع أن نحقق في غزة خلال أشهر ما تطلّب منا عاماً كاملاً في الضفة الغربية. من كان يصدق قبل عامين بحدوث مثل هذا التغيير في الأجواء العامة لدينا؟ اذهب إلى رام الله وستجد واقعاً جديداً".
وفي نهاية المقابلة أعلن فياض رفضه القاطع تأجيل مشكلة القدس إلى حين المفاوضات بشأن الحل الدائم، وطالب بمعالجة هذه القضية أولاً، وقال: "الدين جزء من المعادلة، وليس هناك من يشكك في الصلة التي تربط الأديان السماوية الثلاثة بالقدس. لكن يجب ألاّ يتحول هذا إلى موضوع يومي. فالصراع هو سياسي، ويجب عدم السماح بتحوله إلى موضوع ديني أو ثقافي، فهذا أمر خطأء ومؤذ. من حقنا إقامة دولة فلسطينية على الأرض التي احتُلت في سنة 1967 بما في ذلك القدس الشرقية. ونحن نحضّر البنية التحتية لاستيعاب اللاجئين. فمن حق الفلسطينيين العيش داخل دولة فلسطين".