أوباما ليس عدواً لإسرائيل لكنه يعارض الاحتلال أكثر من أي رئيس أميركي منذ سنة 1967
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

·       لا يجوز إغفال أننا معتمدون على الولايات المتحدة إلى حد كبير. وقد كان تعامل الإدارات الأميركية المتعددة إزاء إسرائيل خاصة، وإزاء النزاع عامة، متأثراً دائماً باعتبارات استراتيجية وسياسية، إلا إنه كان متأثراً أيضاً بمواقف الرئيس الأميركي نفسه ومشاعره تجاهنا. وعلى ما يبدو، فإن مشاعر الرئيس الأميركي الحالي، باراك أوباما، مختلفة عن مشاعر الرؤساء الأميركيين السابقين كلهم.

·       فمثلاً، كان الرئيس الأميركي الأسبق، بيل كلينتون، يشعر بأن اليهود هم ضحايا النزاع الشرق الأوسطي، ويأن العالم العربي يتطلع إلى القضاء عليهم. أمّا الرئيس الأميركي السابق، جورج بوش، فإنه زاد على هذا الشعور حساباً عسيراً مفتوحاً كان له مع العالمين العربي والإسلامي في إثر عمليات أيلول/ سبتمبر 2001.

·       إن الشعور الذي يتحكم بالرئيس أوباما فحواه تقسيم العالم إلى جلادين وضحايا. ولم يكن من قبيل المصادفة، مثلاً، أنه في الخطاب الذي ألقاه في جامعة القاهرة تعمّد أن يذكر في الوقت نفسه كلاً من المحرقة النازية ونكبة الفلسطينيين. وقيل في حينه إن أوباما أضاف ذلك إلى الخطاب خلافاً لنصيحة مستشاريه.

·       بناء على ذلك، يمكن القول إن جدول أعمال أوباما يتلخص في تحرير العالم من العبودية والاضطهاد، وبمصطلحات الشرق الأوسط فإن الفلسطينيين هم العبيد والمضطهدون، في حين أن الإسرائيليين هم المحتلون والجلادون.

·       فضلاً عن ذلك، فإن إدارة بوش تركت لإدارة أوباما حربين فاشلتين [في العراق وأفغانستان]، وأوروبا مناهضة لأميركا، ويعتقد أوباما أنه يمكن حل هذه المشكلات كلها بواسطة الحوار. في موازاة ذلك، فإن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ارتكب أخطاء فادحة لدى تأليف حكومته، وخلال تصرفاته كلها تجاه رئيس الولايات المتحدة.

·       إن أوباما ليس عدواً لإسرائيل، وهو يبذل جهوداً كبيرة في الموضوعات التي يتفق مع إسرائيل بشأنها، فالعقوبات ضد إيران، مثلاً، مدرجة منذ بضعة أشهر في رأس سلم أولويات الإدارة الأميركية. وفي حال أدت خطوات الإدارة الأميركية إلى كبح البرنامج النووي الإيراني، فإن ما يتعين على إسرائيل فعله، أولاً وقبل أي شيء، هو تقديم الشكر الجزيل إلى هذه الإدارة.

·       ومع ذلك، فإن أوباما يعارض الاحتلال الإسرائيلي أكثر من أي رئيس أميركي منذ سنة 1967، وربما يعارض الاستيطان [في المناطق المحتلة] أكثر مما يعارض الاحتلال.

 

·       إن الحكومة الإسرائيلية الحالية غير متفقة مع مقاربة أوباما، وفي واقع الأمر فإنه لا يتعين عليها أن تتفق معها، لكن من واجبها أن ترى الصورة الشاملة. ووفقاً لما قاله لي مصدر أميركي رفيع المستوى: "لنفترض أننا نطلب منكم إسداء معروف إلينا، ونحن في أمسّ الحاجة إليه بسبب الأوضاع في أفغانستان والعراق وإيران، فهل من الصعب عليكم إلى هذه الدرجة إسداء مثل هذا المعروف؟"