من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· ستكون انتخابات الكنيست المقبلة بمثابة استطلاع شعبي للرأي بشأن موضوع واحد، وهو الحرب ضد إيران. فالنقاش في هذه الانتخابات لن يكون بشأن السياسة الاجتماعية أو الخدمة العسكرية الإلزامية للحريديم أو ضم المناطق، إذ إن هذه الموضوعات ستبقى هامشية على الرغم من أهميتها، وسيتمحور النقاش بشأن ما إذا كان رئيس الحكومة المقبل سيعطي الأوامر إلى الجيش الإسرائيلي بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية. وهذا ما أوضحه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في البرنامج التلفزيوني "عوفداه" [الحقيقة] عندما تعهد بأن المشروع النووي الإيراني لن يعود له وجود خلال ولايته الجديدة.
· لقد تعهد نتنياهو علناً بالقضاء على المشروع النووي الإيراني في حال أعيد انتخابه، موضحاً أن موقفه هذا ليس مناورة، ولن تردعه المعارضة الأميركية ولا تحفظات كبار المسؤولين في الجهاز الأمني عن ذلك. ويمكن أن نضيف هذا الكلام إلى سلسلة من التصريحات السابقة له في الأسابيع الماضية، وإلى الخطاب الذي ألقاه في الأمم المتحدة، حيث وضع خطاً أحمر هو الصيف أو الربيع المقبلين.
· يمكننا وضع هذه المواقف لرئيس الحكومة في خانة الكلام المتبجح الذي يقال عشية الانتخابات، أو كمناورة هدفها تحويل النقاش نحو الموضوع الإيراني السهل بالنسبة إلى نتنياهو، بدلاً من الموضوعات الاجتماعية السهلة بالنسبة إلى أخصامه. والدليل على ذلك رفع الرقابة عن مسألة النقاش الذي دار سنة 2010، والذي طلب خلاله نتنياهو وباراك من الجيش الاستعداد لشن هجوم على إيران، الأمر الذي لاقى في ذلك الوقت معارضة من جانب رئيس الأركان ورئيس الموساد. فالمحافظة على السرية فيما يتعلق بهذا الموضوع حتى اليوم، ثم الكشف عنه، هدفهما تأكيد شجاعة نتنياهو وباراك وثقتهما بنفسهما، في مقابل الانهزامية التي أظهرها غابي أشكينازي [رئيس الأركان آنذاك] ومئير داغان [رئيس الموساد].
· لكن السؤال المهم ليس ما جرى في سنة 2010، وإنما ما سيحدث في سنة 2013، إذ تدل التجربة عبر التاريخ على أن الكلام على الحرب عشية الانتخابــات يتحقـق بعدها. وهـذا ما جـرى في سنة 1955، فبعـد عــودة دافيــد بن - غوريون إلى السلطة شن عملية قادش. وهذا ما حدث أيضاً في سنة 1981 عندما حذر مناحم بيغن الرئيس السوري قائلاً: "يا حافظ الأسد انتبه! يانوش ورفول مستعدان"، وفي العام التالي أرسل الجيش إلى لبنان.
· يريد نتنياهو أن يكون مثل الذين سبقوه وتحدوا الدول العظمى. فهو يريد أن يكون مثل بن - غوريون الذي تحدى العالم بإعلانه قيام دولة إسرائيل، ومثل ليفي أشكول بخوضه حرب الأيام الستة، ومثل مناحم بيغن الذي، وعلى الرغم من معارضة المؤسسة العسكرية، أمر بقصف المفاعل النووي العراقي. ويذكّر حديث نتنياهو عن إسرائيل التي لا تستطيع الاعتماد على أميركا كي تحارب مكانها، بكلام بن - غوريون "ليس المهم ما يقوله الأغيار، وإنما ما يفعله اليهود."
· خلال الأعوام الأربعة الماضية عوّد نتنياهو العالم الغربي على فكرة مهاجمة إسرائيل لإيران. وها هو اليوم يطلب من الجمهور الإسرائيلي أن يعطيه تفويضاً يسمح له بالتغلب على المترددين، وبتحييد معارضة البيت الأبيض للحرب. من هنا أهمية الانتخابات التي ستجري في 22 كانون الثاني/يناير.