انفجار مخزن الأسلحة في جنوب لبنان طعنة في قلب حزب الله
تاريخ المقال
المصدر
- يشكل الانفجار الذي وقع أمس (الأربعاء) في أحد مخازن الأسلحة التابعة لحزب الله في جنوب لبنان حلقة أخرى من سلسلة الإخفاقات المدهشة التي تحدث في منطقة تعتبر بمثابة بطن رخوة بالنسبة إلى منظمة حزب الله.
- معروف أن أحد الإنجازات الضئيلة التي حققتها إسرائيل في حرب لبنان الثانية [صيف 2006] تمثل في القرار رقم 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي، والذي نص على منع حزب الله من نشر قوات مسلحة ومن الاحتفاظ بمخازن ذخيرة في جنوب لبنان. ومنذ صدور ذلك القرار يحاول الحزب في الخفاء أن يفرغه من مضمونه، بينما يعلن في الظاهر التزامه به. وما يجب قوله هو إن الحزب يطبق القرار في كل ما يتعلق بموضوع عدم ترميم مواقعه العسكرية، لكن الوضع معاكس تماماً في كل ما يتعلق بموضوع مخازن الأسلحة.
- من ناحية أخرى، لا بد من الإشارة إلى أن إحدى العبر التي استخلصها حزب الله من حرب لبنان الثانية هي تخزين كميات كبيرة من الأسلحة والوسائل القتالية في المناطق المأهولة وفي المناطق المفتوحة، وهو يفعل ذلك استعداداً لحرب لبنان الثالثة.
- ولا شك في أن إسرائيل، التي تبذل جهوداً استخباراتية هائلة في لبنان، تشاهد كل هذه التحركات وتشعر بالحنـق الشديد. فضلاً عن ذلك، فإن طائراتها التي تحلق يومياً فوق الأراضي اللبنانية توثق يوماً بعد يوم عمليات تعاظم قوة حزب الله العسكرية لكنها تبدو عاجزة عن التعرض لعمليات تهريب الأسلحة التي يصل معظمها عبر سورية. في الوقت نفسه، فإن قوات الطوارئ الدولية [يونيفيل] لا يمكنها أن تكتشف هذه العمليات، أو ربما لا ترغب في أن تعمل بصرامة ضدها.
- قبل نحو عام واحد أقدمت إسرائيل على تسريب معلومات من أرشيف استخباراتها بهدف إثبات وجود كميات كبيرة من الأسلحة في عدة قرى في جنوب لبنان، وفي موازاة ذلك، بدأنا نسمع عن وقوع انفجارات مجهولة في بعض هذه المخازن. ولا شك في أن أي انفجار من هذا النوع يشكل طعنة قوية في قلب حزب الله.