خلفيات إلغاء زيارة شمعون بيرس للمغرب
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

·       وظّف ديوان رئيس الدولة شمعون بيرس، خلال الأسابيع الفائتة، جهوداً كبيرة من أجل ترتيب عقد لقاء لبيرس مع العاهل المغربي في الرباط، وذلك بمناسبة عقد مؤتمر دافوس الذي سيلتئم في المغرب في 26 من الشهر الجاري. إن بيرس يحرص على المشاركة في هذا المؤتمر الاقتصادي، وهو بشكل عام يحتل عناوين وسائل الإعلام في هذه المناسبة، كما حدث في المؤتمر الأخير عندما وقعت المواجهة الشهيرة بينه وبين رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان.

·       لقد أبدى المسؤولون في المغرب سرورهم بزيارة الرئيس. فهذه الدولة المضيافة تحب استضافة كبار السياسيين الإسرائيليين، وحتى الزوار العاديين. إن التقدير الذي تكنه لليهود ولإسرائيل لا يزول، على الرغم من التقارير الإعلامية القاسية التي تأتي من المناطق [المحتلة] والدعاية التي تبثها قنوات التلفزة العربية.

·       العاهل المغربي الملك محمد السادس يفاجىء اليهود مرة تلو الأخرى. فخلال الشهر الفائت قرر توظيف ملايين الدولارات في ترميم المقابر اليهودية التي يُعتَبر وضعها، كما هي عليه الآن، أفضل كثيراً من الأضرحة الموجودة في جبل الزيتون [في القدس].  ويكنّ المغرب محبة خاصة لبيرس، وكان بيرس حلّ في حينه ضيف شرف على الملك الراحل الحسن الثاني.

·       قطع المغرب علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل بعد قيام [رئيس حزب الليكود في حينه] أريئيل شارون بزيارة جبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف] قبل عشرة أعوام. وقد فعل ذلك من دون أن يكون راغباً فيه. إن المغرب يريد أن يكون على علاقة معنا لا أن يقطع العلاقة، على الرغم من كل الضغوط المحيطة به.

·       لكن مثلما نورّط أنفسنا مع كل العالم، فإننا دمّرنا بأيدينا فرصة زيارة مهمة لدولة عربية تكنّ تقديراً حقيقياً لإسرائيل ولليهود. لقد تسبب قرار [رئيس الحكومة الإسرائيلية] بنيامين نتنياهو إنهاء تجميد الاستيطان، وردات الفعل العالمية والعربية على هذه الخطوة، بسدّ أبواب القصر الملكي. ليس هذا وقت المصالحة. فمساء السبت الفائت، وصلت الرسالة النهائية إلى ديوان الرئيس: الملك لن يستقبل السيد بيرس.

قالت الرسالة إن الملك سيسره لقاء بيرس في مناسبة أخرى، ويسره أن يأتي لإلقاء خطاب أمام المؤتمر في المغرب. ورفض الرئيس بيرس ذلك بلباقة، [وقال] أنه إذا أتى فالدافع سيكون لقاء الملك. وألغيت الزيارة.