قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إنه إذا كان محمود عباس [رئيس السلطة الفلسطينية] جاداً فعلاً، وينوي أن يدفع السلام [مع إسرائيل] قدماً، يمكن استئناف المفاوضات بين الجانبين فوراً.
وجاءت أقوال نتنياهو هذه في مستهل الاجتماع الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية أمس (الأحد)، وذلك تعقيباً على التصريحات التي أدلى بها رئيس السلطة الفلسطينية في المقابلة الخاصة مع قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية والتي جرى بثها مساء يوم الجمعة الفائت. وقد أكد فيها أنه ما دام في منصبه لن يسمح باندلاع انتفاضة فلسطينية مسلحة ثالثة. وأضاف: "لن نعود إلى ممارسة الإرهاب والعنف، وسنعمل فقط من خلال الوسائل الدبلوماسية والسلمية." كما شدد عباس على أنه على الرغم من كونه لاجئاً من صفد، إلاّ إنه لا يفكر مطلقاً في العودة للإقامة بها، وإنما فقط بزيارتها كسائح، وأشار إلى أن فلسطين بالنسبة إليه هي المناطق الواقعة ضمن حدود 1967 بما في ذلك القدس الشرقية، وأوضح قائلاً: "أنا لاجئ من صفد، وأسكن في رام الله. الضفة الغربية وقطاع غزة هما فلسطين، وباقي المناطق كلها هي إسرائيل."
وأضاف نتنياهو: "لقد شاهدت المقابلة التي أجراها الرئيس عباس في نهاية الأسبوع الفائت، وسمعت أنه قد تراجع عن التصريحات التي أدلى بها خلالها. لكن مجرد هذا يثبت أهمية التفاوض المباشر من دون شروط مسبقة، إذ إنه فقط من خلال المفاوضات المباشرة يمكن الإطلاع على المواقف الحقيقية. وبشكل عام أستطيع أن أقول إنه لو كان عباس جاداً فعلاً، وينوي أن يدفع السلام قدماً، فمن وجهة نظري يمكننا الجلوس معاً الآن ومن دون تأخير. إن القدس ورام الله تبعدان عن بعضهما البعض سبع دقائق سفر فقط، وأنا مستعد لبدء المفاوضات اليوم. إنني أنتهز هذه الفرصة لأدعو الرئيس عباس إلى العودة فوراً إلى طاولة المفاوضات من دون شروط مسبقة لأنه يمكن دفع السلام فقط من خلال المفاوضات وليس عبر قرارات أحادية الجانب في جمعية الأمم المتحدة من شأنها أن تبعد السلام وأن تؤدي إلى عدم الاستقرار."
وكانت تصريحات عباس هذه قد أثارت حملة هجوم عنيفة عليه، ولا سيما من جانب حركة "حماس" وسائر الفصائل الفلسطينية، وقد اتهمه البعض بالخيانة والتعاون مع إسرائيل. وإزاء ذلك حاول عباس أن يخفف من حملة الهجوم عليه فقال في مقابلة أدلى بها إلى إحدى قنوات التلفزة المصرية إن تنازله عن العودة إلى مسقط رأسه في صفد هو مسألة شخصية لا تلزم الشعب الفلسطيني كله، وشدد على أن حق العودة هو حق مقدس.
على صعيد آخر أجرى رئيس الدولة الإسرائيلية شمعون بيرس أمس (الأحد) اتصالاً هاتفياً مع عباس قال له خلاله إن تصريحاته المذكورة شجاعة ومهمة للغاية، وإن هناك أهمية كبيرة للحفاظ على عملية السلام ودفعها قدماً.
في المقابل قال وزير الخارجية الإسرائيلية ورئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان أمس (الأحد) إن تصريحات عباس تتناقض كلياً مع ما ورد في الخطاب الذي ألقاه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل نحو شهرين.
وأكد الوزير عوزي لانداو ["إسرائيل بيتنا"] أن عباس هو زعيم كذاب، ويخوض منذ 4 أعوام معركة ضارية ضد إسرائيل يقوم خلالها بتصويرها على أنها دولة أبارتهايد.