هل ستحسم القيادة الإيرانية أمرها وتتجه نحو إنتاج القنبلة النووية؟
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

 

  • لقد باتت إيران قريبة من انتاج القنبلة النووية أكثر مما يعتقده العديد من الناس، وهي تجد نفسها اليوم أمام مفترق طرق، حيث يجب على القيادة الإيرانية أن تقرر ما إذا كانت ستبقى في وضع يجعلها على "حافة" الحصول على القدرة النووية أم أنها ستحسم أمرها وستسير نحو انتاج القنبلة. فإذا قررت إيران البقاء على "حافة" القدرة النووية، فإن بإمكانها أن تستفيد من جزء من التسهيلات الاستراتيجية المتعلقة بالسلاح النووي من دون أن تكون قد حصلت عليه فعلاً، مع إدراكها أنها قادرة على انتاج السلاح النووي عند الحاجة وفي حال سمحت الظروف بذلك.
  • إن قرار البقاء على "حافة" السلاح النووي، الذي قد تتخذه إيران في سنة 2012، يتضمن مجموعة من الخطوات التي يمكن إنجازها خلال فترة قصيرة من الوقت لا تتجاوز عدداً من الأشهر أو السنة.
  • بالتأكيد يمكن التأثير على هذا الجدول الزمني بواسطة مجموعة من الخطوات التي يمكن أن تجعل إيران تدفع ثمناً باهظاً. لكن هناك عدد من التطورات التي من شأنها التأثير على إيران سواء على درجة تقدمها نحو السلاح النووي أو على مسألة شن هجوم عسكري ضدها.
  • في مقدمة هذه التطورات ما يجري في سورية، الحليفة الأساسية لإيران، التي تواجه في الأشهر الأخيرة أزمة داخلية حادة قد تتطور إلى حرب أهلية دموية. وتقف إيران إلى جانب سورية خوفاً من انهيار النظام الإقليمي الذي أقامته قبل سنوات، لكنها تجد نفسها غير قادرة على تقديم المساعدة لحليفتها. من هنا فسقوط الأسد من شأنه أن يدفع إيران إلى العمل على "تحصين" النظام في طهران في وجه أي هجوم محتمل و التسريع في تطويرالسلاح النووي.
  • في الفترة الأخيرة عبر رئيس الوكالة الدولية للطاقة النووية عن تخوفه من احتمال إقدام إيران على طرد المراقبين الدوليين من أراضيها رداً على زيادة الضغط الدولي عليها. وقد علمنا أن لجنة الخارجية والأمن التابعة للمجلس الثوري الإيراني قامت في الأيام الأخيرة بدرس احتمال الانسحاب من معاهدة جنيف لحظر انتشار الأسلحة النووية كخطوة أولى ربما على طريق انتاج القنبلة النووية الإيرانية، وذلك رداً على توجه واشنطن نحو عرقلة استيراد إيران لمادة البنزين.
  • ويمكننا أن نضيف إلى ذلك عامل آخر، "فالربيع العربي" الذي بدأ فعلاً في سنة 2009 في إيران، قد يؤدي إلى نشوب حركة الاحتجاج من جديد في إيران، على الرغم من تشديد عمليات المراقبة والقمع التي يمارسها النظام ضد مواطنيه. صحيح إن الحصول على السلاح النووي لا يشكل حصانة مطلقة للنظام في وجه الاضطرابات الداخلية، إلا أنه سيمنح هذا النظام قدراً من المهابة على الصعيد الداخلي.
  • إن الهجوم العسكري الأميركي على إيران سيخفف من صورة الضعف الأميركي الناشىء في المنطقة، كما سيحسن من مكانة الرئيس أوباما في نظر الرأي العام الأميركي.
  • ليس من مصلحة إيران في الوقت الحالي القيام بخطوة متهورة، وإنما من مصلحتها تحسين بنيتها التحتية التكنولوجيه، وانتاج المزيد من المواد في الأماكن السرية والمحصنة، و"الزحف" نحو السلاح النووي تحت غطاء شرعي واسع بقدر الإمكان، وتأجيل قرار انتاج السلاح إلى أبعد وقت ممكن.
  • لكن في حال شعرت إيران أن التطورات تهدد استقرار نظامها، وأنها عرضة للهجوم، فالأرجح أنها لن تتوقف عند سياسة"حافة" السلاح النووي، وإنما ستسير قدماً في اتجاه صنع القنبلة.