من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· لو كنت مستشار الأمن القومي لدى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لأوصيت بمهاجمة إيران. ولا يتعين أن يحدث هذا على الفور. صحيح أن إيران اجتازت "العتبة التكنولوجية"، وأصبحت تملك معظم الخبرات الفنية والمعدات والمواد التي تمكّنها من إنتاج قنبلة نووية، غير أنها ما زالت بحاجة إلى عام واحد، أو ربما ثلاثة أعوام، من أجل تطبيق القدرات التي في حيازتها.
· لكن في الوقت الحالي يتعين على إسرائيل، في الأحوال جميعاً، أن تنتظر، كي تتيح المجال أمام [الرئيس الأميركي] باراك أوباما من أجل استنفاد استراتيجيته بشأن الحوار مع إيران، والتي ستمنى حتماً بفشل ذريع.
· إن الاعتبارات المركزية، التي يجب أن تحسم مسألة شن هجمات على إيران أم لا، هي: 1- هل سيشكل السلاح النووي، الذي سيصبح في حيازة إيران، خطراً مؤكداً على إسرائيل؟ 2- هل تملك إسرائيل قدرات استخبارية وعملانية تمكنها من إلحاق ضربة قوية بالمنشآت النووية الإيرانية؟ 3- ما هي الأضرار التي ستلحق بإسرائيل جراء الرد الإيراني؟ 4- هل ستمس مهاجمة إيران مصالح حيوية للولايات المتحدة؟ 5- ماذا ستكون ردة فعل العالم العربي؟
· لو كنت مستشاراً لنتنياهو لأجبت عن هذه الأسئلة على الوجه التالي: 1- ليس من المؤكد تماماً أن تشكل القنبلة النووية الإيرانية تهديداً لوجود إسرائيل، بل يتعين على دول خليجية، مثل البحرين، وكذلك السعودية ومصر، أن تخشى هذه القنبلة أكثر من إسرائيل؛ 2- إن إسرائيل تملك القدرات المطلوبة من أجل إلحاق أضرار كبيرة بالمشروع النووي الإيراني، على الأقل بصورة تؤدي إلى عرقلته بضعة أعوام أخرى؛ 3- إن إيران تملك مئة صاروخ قادرة على الوصول إلى إسرائيل، كما أنها ستفعّل حزب الله وخلاياها "الإرهابية" في العالم؛ 4- في حال عدم تنسيق الهجمات مع الولايات المتحدة، فإن ذلك سيؤدي إلى شرخ عميق معها، وقد تفرض عقوبات على إسرائيل؛ 5- العالم العربي والإسلامي سيدين إسرائيل.
· إن الاستنتاج المترتب على هذه الإجابات، ظاهرياً، هو أن مهاجمة إيران تعدّ مقامرة كبرى. وهذا الرأي هو السائد أيضاً لدى كبار المسؤولين في إدارة أوباما، بدءاً من نائب الرئيس جون بايدن ووزير الدفاع روبرت غيتس، وانتهاء بأغلبية الخبراء في الولايات المتحدة.
· على الرغم من ذلك، فإنه يتعين على مستشار جيد لنتنياهو أن يقول له: لا تنتظر إلى أن يفرضوا عليك خطوة لا ترغب فيها، فمهاجمة إيران تنطوي على نافذة فرص من شأنها أن تزيل الخطر الإيراني، وأن تعيد مكانة الدولة الإقليمية العظمى إلى إسرائيل. ومن أجل القيام بخطوة من هذا القبيل، على الحكومة الإسرائيلية أن توافق أيضاً على إقامة دولة فلسطينية، ذلك بأن موافقة كهذه ستؤدي إلى رضا الولايات المتحدة والعالم العربي السنيّ المؤيد للغرب.