· تتميز الأوضاع الحالية في إسرائيل بوجود حكومة منتخبة حديثاً تقوم بإدارة ظهرها لتحالف دولي شبه كامل يحثها على أن تخرج من شرنقتها، وأن تكسر الجمود السياسي في الشرق الأوسط.
· إن هذه الأوضاع تعيد إلى الأذهان أوضاعاً شبيهة في بداية السبعينيات [من القرن العشرين]. ففي ذلك الوقت رفضت الحكومة الإسرائيلية، برئاسة غولدا مئير، إشارات السلام التي صدرت عن [الرئيس المصري السابق] أنور السادات، ولم تتعامل مع مبعوثي الأمم المتحدة، الذين اعتبرتهم "معاديـن". وقد أدى سلوك الحكومة هذا إلى اندلاع حرب يوم الغفران [تشرين الأول/ أكتوبر 1973].
· لكن في حين أن الثمانينيات والتسعينيات شهدت معارضة صوتية، في الشارع وصناديق الاقتراع، لسياسة الجمود، فإننا لا نصادف أي شيء من هذا القبيل في الوقت الحالي، وذلك على الرغم من أن وزراء الخارجية العرب أقروا مبادرة السلام العربية مرة أخرى، وعلى الرغم من أن إدارة [الرئيس الأميركي] باراك أوباما أوضحت أن حل النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني هو مفتاح استقرار النظام العالمي.
لقد جرت العادة أن تُلقى المسؤولية عن ذلك على عاتق حزب العمل. لكن بعد أن حوّل [رئيس الحزب] إيهود باراك وشركاؤه هذا الحزب، منذ سنة 2000، إلى شريك دائم وعديم الفائدة في أي ائتلاف حكومي إسرائيلي، حان الوقت كي نعترف بأن هؤلاء ليسوا المسؤولين الوحيدين عن هذه الأوضاع، وبأن "اليسار" الإسرائيلي الذي يمثله حزب العمل ليس يساراً حقيقياً، إذ إنه لا يؤمن بالسلام، ولا بضرورة الاندماج [في الشرق الأوسط]، وينظر إلى العرب من خلال فوهة المدفع.