ما هي جوانب النزاع الخاصة التي يتعين على المبعوث الأميركي ميتشل أن يراعيها؟
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·      على الرغم من أن جورج ميتشل، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، هو سياسي ذو خبرة غنية وسبق أن أنجز اتفاق السلام في إيرلندا ولا يحتاج إلى نصائح كثيرة، إلا إنه يجب أن يلتفت إلى بضعة جوانب خاصة ينطوي النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني عليها.

·      الجانب الأول هو أن النزاع المذكور ليس دينياً، على غرار النزاع في إيرلندا، وإنما هو نزاع بين حركتين قوميتين يتميز ببعض الجوانب الدينية.

·      كما أن الانتخابات التشريعية في السلطة الفلسطينية منيت بفشل ذريع لأن الحركات السياسية التي اشتركت فيها كانت، في معظمها، ميليشيات مسلحة. ولذا يتعين [من الآن فصاعداً] أن يتم رهن هذه الانتخابات بتجريد تلك الميليشيات من أسلحتها.

·      الجانب الثاني هو أنه ينبغي لميتشل أن يتعامل مع قضايا جارية، مثل التوصل إلى تهدئة بين إسرائيل و"حماس"، وترميم قطاع غزة، وفتح المعابر. ولذا، عليه أن يفكر في هذه القضايا بصورة إبداعية.

·      الجانب الثالث هو أنه لا يجوز التغاضي عن فشل اتفاق أوسلو في بناء دولة فلسطينية قومية من الأعلى إلى الأسفل، ذلك لأن المجتمع الفلسطيني لم يفلح في أن ينمي الأدوات الضرورية لإقامة البنى التحتية لهذه الدولة من داخله. وقد بُذلت، خلال العامين الفائتين، جهود ناجحة في هذا الشأن من جانب مبعوث "الرباعية الدولية"، توني بلير، والمنسق الأمني الأميركي لدى السلطة الفلسطينية، الجنرال كيت دايتـون.

·      أمّا بالنسبة إلى سورية، فإن ما يجدر بميتشل فعله هو أن يستوضح قادتها عن حقيقة موقفهم من مسألة الحدود مع إسرائيل، والذي ينطوي على إصرار بأن تكون هي حدود 4 حزيران/ يونيو 1967، وليس الحدود الدولية الانتدابية. فهل هذا الموقف يعكس الرغبة في الحفاظ على إنجازات احتلالهم في سنة 1948، أم أنه يعكس رفضاً مبدئياً للاعتراف بالحدود الدولية في الشرق الأوسط، والتي رسمها الاستعمار الغربي عقب الحرب العالمية الأولى؟ إن هذا السؤال ليس نظرياً، لكن من شأنه أن يفسر موقف سورية إزاء لبنان، وإزاء قضايا أخرى في المنطقة.