عرضت قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية مساء أمس (الخميس) تسجيلاً صوتياً لأقوال أدلى بها المدير العام لوزارة الصحة الإسرائيلية البروفسور روني جمزو في سياق حديث مغلق مع عدد من الأطباء وجاء فيها: "لقد عقدنا لقاء مهماً مع [رئيس الحكومة الإسرائيلية] بنيامين نتنياهو، وعندما شرحنا له أن هناك نقصاً كبيراً في عدد الأطباء في إسرائيل رد قائلاً: اجلبوا أطباء من الهند، فعالمنا أصبح صغيراً."
وقال كبار مندوبي الأطباء إن أقوال رئيس الحكومة هذه أثارت لديهم خيبة أمل كبيرة، وخصوصاً أنهم طالبوه بالتدخل العاجل لحل الأزمة الحادة المتفاقمة في الجهاز الصحي، وكانوا يعولون على أن يسفر تدخله عن إيجاد حل سريع لهذه الأزمة، فضلاً عن أن اقتراحه استيراد أطباء من الهند غير واقعي ومثير للسخرية.
وعقب ديوان رئيس الحكومة على هذا التسجيل الصوتي قائلاً: "إن نتنياهو يعمل على تأهيل مئات الأطباء الإسرائيليين الذين درسوا في الخارج ويرغبون في أن ينخرطوا في الجهاز الصحي العام في إسرائيل على وجه السرعة، وذلك بهدف إيجاد حل لمشكلة النقص في الأطباء التي تشكل جوهر أزمة الجهاز الصحي. ويعتقد رئيس الحكومة أنه يتعين على أطباء الجهاز الصحي أن يحافظوا على القانون، وألاّ يقدموا على أي خطوة من شأنها أن تعرّض حياة المرضى للخطر [يقصد أن عليهم عدم تقديم استقالات جماعية من العمل والانصياع لقرار محكمة العمل القطرية الإسرائيلية الذي نص على منع الأطباء من تقديم استقالات كهذه]."
هذا، وتضمن التسجيل الصوتي لأقوال المدير العام لوزارة الصحة الذي عرضته قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية أيضاً نقداً صارماً لكبار الموظفين في وزارة المالية جراء رفضهم الاستجابة لمطالب الأطباء بشأن تحسين أجورهم وأوضاع عملهم.
وعلمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن كبار المسؤولين في وزارة المالية يبذلون في الآونة الأخيرة جهوداً كبيرة لإطاحة المدير العام لوزارة الصحة من منصبه.
وقال هذا الأخير في تصريحات خاصة أدلى بها إلى الصحيفة إنه لا ينوي تقديم استقالته، ولا يشعر بالقلق من إمكان إطاحته. وأضاف أن أقواله في التسجيل الصوتي المذكور قيلت في أثناء لقاء خاص عقده مع مجموعة من الأطباء، وكان الهدف منها هو وضعها في صورة المواقف التي يتبناها كبار المسؤولين في الحكومة ووزارة المالية إزاء المشكلات التي يعانون منها.
على صعيد آخر، أعلن مساء أمس (الخميس) تعيين البروفسور شلومو مور يوسف، المدير العام السابق لمستشفى هداسا [القدس]، مستشاراً خاصاً لوزارة الصحة لحل الأزمة في الجهاز الصحي ومشكلة الأطباء وأوضاع عملهم، وذلك بناء على اقتراح تقدم به نائب وزير الصحة يعقوب ليتسمان. وكان مور يوسف قد رفض أن يعيَّن في منصب "مدير مشروع إنهاء أزمة الجهاز الصحي" كما ورد في الاقتراح الأصلي وأصر على أن يعيَّن في منصب مستشار.