من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
تتعزز لدى المؤسسة الأمنية والقيادة السياسية، في الآونة الأخيرة، تقديرات تتوقع اندلاع مواجهة جديدة بين إسرائيل وحركة "حماس" على حدود قطاع غزة في موعد قريب من كانون الثاني/ يناير المقبل. وتعتقد مصادر أمنية رفيعة المستوى أن الحركة تخطط لتصعيد تحديها لاستمرار ولاية محمود عباس كرئيس للسلطة الفلسطينية، ابتداءً من كانون الثاني/ يناير فصاعداً. وقال بعض المصادر إن المواجهة بين "حماس" و "فتح" قد تتخذ طابعاً عنيفاً، وتتسبب أيضاً بتوتر جديد بين "حماس" وإسرائيل. غير أن مصادر فلسطينية في قطاع غزة أعربت عن تقدير فحواه أن مواجهة عنيفة لن تنشب في كانون الثاني/ يناير، وأن "حماس" معنية بإطالة أمد التهدئة مع إسرائيل.
منذ بدء سريان التهدئة في حدود قطاع غزة، في حزيران/ يونيو الفائت، يسود المنطقة هدوء نسبي. وقد ذكر ممثلو "حماس"، أكثر من مرة، أن التوافقات بهذا الشأن تسري لستة أشهر فقط، وأنه سيكون من الضروري عندئذٍ توسيع التهدئة لتشمل الضفة الغربية أيضاً. وفي الآونة الأخير، بعث وزير الدفاع إيهود باراك برسالة إلى "حماس"، عبر مصر، فحواها أن إسرائيل معنية باستمرار التهدئة بعد كانون الثاني/ يناير. ومع ذلك فإن إسرائيل ليست على استعداد لوقف عمليات الاعتقال التي تنفذها ضد ناشطي "حماس" في الضفة الغربية، بحسب ما تطالب المنظمة به.
وأعربت مصادر في غزة أمس عن تقدير فحواه أن "حماس" ستطلب من مصر العمل على تمديد التهدئة. وقال مسؤول رفيع المستوى في "حماس" لصحيفة "هآرتس" إن الحركة لم تحدد موقفها من هذا الموضوع بعد، وأضاف أنه إذا فتحت إسرائيل المعابر أمام نقل السلع إلى القطاع، كما سبق أن تعهدت، "فستطلب 'حماس' استمرار التهدئة".
وأعربت هذه المصادر عن تقديرات فحواها أن "حماس" معنية بالمحافظة على التهدئة كي ترسّخ سلطتها في غزة. وعلى حد قولها فإن الحركة معنية بالهدوء على الجبهة العسكرية حتى لو لم تفتح إسرائيل المعابر بصورة كاملة. وقالت المصادر إن "حماس" لن تكون معنية بتجدد القتال مع إسرائيل في الوقت الذي لا تزال الأزمة مع "فتح" مستمرة.
ومع ذلك، تلاحظ إسرائيل أن قسماً من عناصر "حماس" العاملة في الميدان في القطاع راغب في "نسف" التهدئة وتجديد إطلاق صواريخ القسام. ومن المحتمل أن يوفر تصعيد الخلاف الداخلي بين "حماس" و "فتح" قبيل كانون الثاني/ يناير الذريعة لتجديد إطلاق الصواريخ. وتقوم طواقم مهنية في المؤسسة الأمنية بعمل تحضيري موسع تحسباً للأزمة الفلسطينية الداخلية المتوقع نشوبها في كانون الثاني/ يناير، وتجري مناقشة سيناريوهات متنوعة.
إن الخشية إزاء اندلاع مواجهة في غزة هي السبب الكامن وراء التحذيرات التي يطلقها مسؤولون كبار في الجيش الإسرائيلي، والتي تنبه إلى أن الوقت المتاح للتوصل إلى صفقة بشأن [الجندي المختطف] غلعاد شاليط يكاد ينفد. وتخشى هيئة الأركان العامة، على الرغم من أن هذا الأمر لا يقال علانية، أن يقضي تجدد القتال ضد "حماس" على فرصة إطلاق الجندي المختطف، بل وربما أن يدفع "حماس" إلى محاولة تهريب شاليط خارج حدود القطاع.