· إن المشكلة التي تواجه إسرائيل على أعتاب تأليف حكومة يمينية، ليست كامنة في هوية الزعيم الذي سيؤلفها [رئيس الليكود بنيامين نتنياهو]، ولا في هوية الزعماء الذين سيكونون أعضاء فيها، وإنما في أن إسرائيل أصبحت دولة تنتمي إلى الماضي، وذلك في ظل مقولة "لا يوجد شريك" التي أطلقها [رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق]، إيهود باراك، وأيضاً في ظل حكومتَي أريئيل شارون وإيهود أولمرت من بعده.
· إن إسرائيل، بيمينها ويسارها، لا تزال، في واقع الأمر، عالقة في أسر خطاب سياسي لم يعد ذا جدوى، وخصوصاً في العالم الجديد الذي بدأ يتشكل منذ انتخابات الرئاسة الأميركية، التي أسفرت عن فوز رئيس يؤمن بالحوار.
· يتعين علينا أن ننظر إلى ما يحدث حولنا، ففي الوقت الذي يتخاصم نتنياهو مع [رئيسة حزب كاديما]، تسيبي ليفني، بشأن شعار "دولتين لشعبين"، فإن سورية تعمق حوارها مع الغرب من دون أن تتنازل عن علاقاتها بإيران، وهذه الأخيرة نفسها تجري محادثات علنية مع العراق، كما أن الجامعة العربية على وشك أن تجدد تأييدها مبادرة السلام العربية. علاوة على ذلك، يتباحث الفلسطينيون في إقامة حكومة وحدة وطنية فلسطينية.
· إن تأليف حكومة وحدة وطنية في إسرائيل قد يكون ضرورة سياسية ملحة، غير أن حكومة كهذه لن تصبح مفيدة إذا ما واصلت صرف النظر عن التغيير الذي يتعين على إسرائيل الإقدام عليه.