· إن الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني يدركان جيداً أن هناك صعوبات كبيرة تعترض المفاوضات الدائرة بينهما، وأنها ستحول دون التوصل إلى اتفاق في المستقبل المنظور، لكنهما، مع ذلك، يصران على الاستمرار فيها وعدم الاعتراف بالفشل. إن مثل هذا الاعتراف سيضطرهما إلى اعتماد استراتيجيا بديلة للمفاوضات، ويبدو أن كلاً منهما لا يرغب في ذلك مطلقاً.
· في واقع الأمر ثمة بديل متطرف، من ناحية كل طرف، لمفاوضات لا تتقدم إلى الأمام. فالبديل من ناحية إسرائيل هو أن تواصل الاستيطان المكثف تمهيداً لضم يهودا والسامرة [الضفة الغربية] إليها، أما البديل من ناحية الفلسطينيين، فهو استئناف الكفاح المسلح المقترن بحملة سياسية دولية تهدف إلى إسقاط الشرعية عن إسرائيل.
· في الوقت نفسه، هناك ثلاثة بدائل معتدلة أيضاً، وهي: الأول، أن تتبنى إسرائيل خطوات أحادية الجانب، على غرار خطة الانفصال عن غزة قبل أربعة أعوام، تؤدي إلى رسم حدودها؛ الثاني، أن يقيم الفلسطينيون دولة ذات سيادة في منطقتَي "أ" و "ب" وإرجاء مناقشة الحدود الدائمة إلى المستقبل؛ الثالث دولي، وفحواه أن تتدخل قوى خارجية فتفرض حلاً على إسرائيل والفلسطينيين.
إزاء هذه البدائل كلها [التي لا تبدو مشجعة] يصبح من السهل أن نفهم لماذا يصر الطرفان الإسرائيلي والفلسطيني على مواصلة المفاوضات بينهما.