من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· عندما أصبح بنيامين نتنياهو رئيساً للحكومة الإسرائيلية أوضح، خلال أحاديث مغلقة، أن مهمته الرئيسية هي إيران. وفي ضوء ذلك قام بتحليلات معمقة للدلالة التاريخية المترتبة على الخطر النووي الإيراني، وانتقد بصورة حادة للغاية أسلافه جرّاء فشلهم في كبح هذا الخطر، وبدا أنه مؤمن بأن المهمة الملقاة على عاتقه في هذا الشأن لم يقع مثلها على عاتق أي رئيس حكومة في إسرائيل منذ دافيد بن ـ غوريون [أول رئيس حكومة إسرائيلية]، ذلك بأنه يتعين عليه مواجهة خطر استراتيجي من شأنه تهديد وجود دولة اليهود.
· ولا شك في أن مفهوم نتنياهو فيما يتعلق بهذا الموضوع لم يتغير خلال العام الفائت، إلا إنه لم يعد يُشرك الجمهور الإسرائيلي العريض في جدول أعماله الحقيقي، ولم يعد يقدّم له تقارير تبيّن أن جلّ وقته وموارد الدولة كلها مخصصان، إلى حدّ كبير، لهذا الموضوع.
· من المعروف أن ثمة أربعة ردود ممكنة على الخطر النووي الإيراني، وهي: فرض عقوبات دولية؛ القيام بعملية عسكرية أميركية؛ القيام بعملية عسكرية إسرائيلية؛ تحضيرات أميركية ـ إسرائيلية مشتركة لمواجهة احتمال تحوّل إيران إلى دولة نووية. وثمة قاسم مشترك بين هذه الردود الأربعة، وهو أنها كلها بحاجة إلى تعاون إسرائيلي ـ أميركي وثيق. كما أنها لا يمكن أن تنجح إذا ما كانت إسرائيل دولة معزولة، وإذا ما كانت الأسرة الدولية كلها غارقة في موضوع الاحتلال والاستيطان.
· بناء على ذلك، فإن ما كان يتعين على نتنياهو فعله هو بلورة استراتيجيا تربط بين الساحة المحلية وبين التحدي المطروح في الساحة الإقليمية، أي أنه كان عليه أن يبادر إلى خطوة محدودة، لكن منطوية على أهمية كبيرة، تجاه الفلسطينيين، تتيح للأميركيين إمكان التفرغ لمواجهة إيران، ومن ثم العودة مرة أخرى إلى بذل محاولات تهدف إلى إنهاء الاحتلال والنزاع. ويمكن أن تكون هذه الخطوة مثلاً التوقف عن تنفيذ أي أعمال بناء في المستوطنات، أو التوصل إلى حل موقت، أو القيام بانسحاب جزئي أحادي الجانب من المناطق [المحتلة].
· وقد تدهورت العلاقات أول من أمس الثلاثاء، بين إسرائيل والولايات المتحدة نحو أزمة خطرة، بسبب رفض نتنياهو مطلب [الرئيس الأميركي] باراك أوباما التراجع عن أعمال البناء الإسرائيلية في القدس الشرقية. إن هذه الأزمة خطرة للغاية ولا لزوم لها. ولا بُد من القول إنها ناجمة أساساً عن عدم قيام الرئيس الأميركي ورئيس الحكومة الإسرائيلية، خلال العام الفائت، ببلورة استراتيجيا مشتركة لمواجهة التحدي التاريخي الماثل أمام كل منهما، والكامن في الخطر النووي الإيراني.