أوباما يعتبر تحالفه مع الدول العربية المعتدلة أهم من ائتلاف حكومة نتنياهو المتطرفة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·        يتهم الرئيس الأميركي باراك أوباما وكبار مستشاريه رئيسَ الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بتقويض مكانة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وفي أوساط العالم الإسلامي كله. ولا شك في أن الأزمة الخطرة الأخيرة في العلاقات بين واشنطن والقدس غير منحصرة في الخلافات بين الجانبين إزاء حق إسرائيل في البناء في القدس الشرقية، أو جدول أعمال المفاوضات غير المباشرة [بين إسرائيل والفلسطينيين].

·       ولا بُد من القول إنه في الوقت الذي كان رئيس الحكومة يلقي خطابه في مؤتمر منظمة إيباك، والذي تعهد خلاله بأن تبقى القدس موحدة إلى الأبد، فإن أنظار الرئيس أوباما كانت موجهة إلى مؤتمر آخر هو مؤتمر القمة العربية الذي سيفتتح غداً في العاصمة الليبية طرابلس. وستكون هذه القمة أشبه بحلبة صراع بين حلفاء الولايات المتحدة وبين حلفاء إيران، ومن المؤكد أن تغيير الوضع القائم في القدس الشرقية سيخل بتوازن القوى بين هذين المعسكرين.

·       فضلاً عن ذلك، فإنه تُبذل، خلال الأسابيع القليلة الفائتة، جهود كبيرة تهدف إلى إطالة عمر مبادرة السلام العربية التي ولدت في مؤتمر القمة العربية الذي عُقد في بيروت في 28 آذار/ مارس 2002. ويثير غياب الرئيس المصري حسني مبارك عن قمة ليبيا، عقب العملية الجراحية التي خضع لها، قلق الولايات المتحدة التي تحاول كبح محاولات سورية وليبيا الرامية إلى تجميد مبادرة السلام العربية، بل القضاء عليها. كما أن قضية اغتيال [المسؤول العسكري في "حماس"] محمود المبحوح في دبي، والتي مست كرامة أمراء الخليج، تثير المتاعب لكل من صاحب المبادرة، العاهل السعودي عبد الله، والعاهل الأردني عبد الله الثاني. وقد وصلت إلى البيت الأبيض رسائل من الرياض وعمان فحواها ما يلي: إذا لم تكبحوا أصدقاءكم الإسرائيليين، فإن حرق الأعلام الأميركية لن يظل منحصراً في شوارع طهران فقط.  

·       وربما هذا هو السبب الذي حدا بوزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس، إلى تأييد التصريحات التي سبق أن أدلى بها الجنرال ديفيد بترايوس [قائد قوات المنطقة الأميركية الوسطى]، وهو أول مسؤول عسكري أميركي رفيع المستوى يعرض إسرائيل على أنها عبء استراتيجي يثقل كاهل الولايات المتحدة.

·       ومع أنه من غير الواضح حتى الآن ما إذا كان أوباما نفسه جنّد الجيش الأميركي في المعركة من أجل عملية السلام [في الشرق الأوسط]، إلا إن الأمر الواضح هو انعدام أي احتمال لدى نتنياهو للانتصار في هذه المعركة، ذلك بأن أوباما حسم قراره القاضي بأن تحالفه مع الدول العربية المعتدلة في الشرق الأوسط أهم كثيراً من ائتلاف حكومة نتنياهو المتطرفة.