المسار السوري محطة مهمة لمنع حرب مع إيران
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       على الرغم من حالة الهدوء الأمني التي تنعم إسرائيل بها في الوقت الحالي، فإن السكان المدنيين، في معظمهم، باتوا عرضة لتهديد الصواريخ وقذائف الهاون أكثر من السابق، ذلك بأن حزب الله في لبنان و"حماس" في غزة يستغلان هذا الهدوء من أجل تعزيز قوتهما العسكرية والتزود بمزيد من الصواريخ.

·       بناء على ذلك، فإن المؤسسة السياسية وهيئة الأركان العامة في إسرائيل تواجهان حالياً تحدياً من نوع جديد فحواه: هل يتعين عليهما التحرك من أجل كبح تعاظم قوة العدو؟ وهل يتوجب على إسرائيل أن ترسم خطوطاً حمراً فيما يتعلق بنقل الوسائل القتالية إلى المنظمات "الإرهابية"، معلنة، أو غير  معلنة؟

·       لقد امتنعت إسرائيل، في الماضي، من المجازفة بخوض حروب تهدف إلى كبح تعاظم قوة العدو، باستثناء المجازفة بتدمير مشاريع نووية، على غرار عملية قصف المفاعل النووي العراقي سنة 1981، وقصف المفاعل النووي السوري سنة 2007. غير أن ما يحدث الآن هو أن حزب الله بات يملك نحو 45 ألف صاروخ تغطي معظم أراضي إسرائيل، كما أن "حماس" أجرت مؤخراً تجربة على صاروخ مهرب يصل مداه إلى 60 كيلومتراً. 

·       ومع ذلك، فإن الجيش الإسرائيلي، بدءاً برئيس هيئة الأركان العامة [غابي أشكنازي] وانتهاء بقادة الألوية العسكرية كلها، لا يبدي أي حماسة لخوض حروب لا لزوم لها، وربما يكون ذلك عائداً أيضاً إلى كون الجيش الإسرائيلي الحلقة المركزية في سياق الحفاظ على العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، وحتى مع تركيا. وعلى ما يبدو، فإن علاقات التقارب بين قادة الجيش الإسرائيلي وبين الجنرالات الأميركيين أصبحت تملي رؤية عسكرية إسرائيلية أكثر اعتدالاً.

·       لكن لا بُد من التأكيد أن الردع الإسرائيلي [الذي يقف وراء حالة الهدوء الأمنية الحالية] وتعزيز التنسيق العسكري [مع الولايات المتحدة] لا يعتبران استراتيجيا للمدى البعيد، وفي ظل انعدام أي أفق سياسي في مقابل الفلسطينيين أو السوريين، فإن الأوضاع الأمنية ستنفجر عاجلاً أم آجلاً.

 

·       وفي ضوء ذلك، فإن اختبار احتمالات المسار السوري بصورة أساسية هو محطة ضرورية في طريق منع التدهور نحو حرب مع إيران. إن وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، يؤيد علناً استئناف المفاوضات مع السوريين، إلا إنه لم يثبت حتى الآن أن هذا الموضوع يحتل موقعاً متقدماً في اهتماماته.