نتنياهو اجتمع مع الرئيس أوباما من دون حضور وسائل الإعلام
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

اجتمع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو برئيس الولايات المتحدة باراك أوباما في البيت الأبيض أمس (الثلاثاء) في محاولة لإنهاء الأزمة التي نشبت بين إسرائيل والولايات المتحدة بسبب البناء في القدس الشرقية، لكن قبل الاجتماع بوقت قصير، أُعلن في إسرائيل قرار المصادقة النهائية على بناء 20 وحدة سكنية في موقع فندق شِبَرد الكائن في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية. وقد دارت المحادثات بينهما بعيداً عن أعين وسائل الإعلام التي لم يُسمح لها بدخول البيت الأبيض، واجتمعا نحو ساعة ونصف ساعة على انفراد. وبعد انتهاء الاجتماع، اجتمع نتنياهو مع بمستشاريه لأكثر من ساعة، ثم طلب مقابلة الرئيس أوباما ثانية، واجتمعا مرة أخرى على انفراد لنصف ساعة.

وبعد ذلك انتقل رئيس الحكومة ومستشاروه إلى لقاء موسع مع مستشاري أوباما، وأمضى المستشار الإعلامي لنتنياهو نير حيفيتس ونظيره الأميركي روبرت غيبس ساعات طوال في صوغ بيان مشترك، وفي النهاية وُزع بيان ورد فيه أن اللقاء جرى "في أجواء طيبة". وفي اللقاء بين طاقمَي المستشارين "تمت مناقشة الأفكار التي طرحت في اللقاء بين الرئيس أوباما ورئيس الحكومة نتنياهو".

وعلى الرغم من محاولة إسرائيل والإدارة الأميركية إنهاء الأزمة العلنية، فإنه يبدو أن هناك، تحت السطح، توتراً كبيراً وريبة تجاه نتنياهو. ووفقاً لمصدر إسرائيلي تحدث مع مسؤولين كبار في الإدارة الأميركية، فإن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون وأوباما غير راضيين عن الرسالة التي بعث بها نتنياهو إلى الإدارة، والتي شرح فيها الخطوات التي يوجد لديه استعداد للقيام بها من أجل ترميم الثقة مع الإدارة. وقال المصدر إن الإجابات التي بعث بها نتنياهو ليست كافية، وإنها لن تجتاز الاختبار. ومع ذلك، قرر الأميركيون التقليل من الحديث عن الأزمة علناً وحصر التوتر. ووفقاً لمصدر أميركي مقرب من الإدارة الأميركية، فإن أوباما وكلينتون قررا "اختبار" نتنياهو ورؤية ما إذا كان سينفذ وعده بشأن تقديم مبادرات حسن نية تجاه الفلسطينيين.

وترغب الإدارة أيضاً في فحص ما إذا كان نتنياهو سيفي بتعهده بمراقبة البناء في القدس عن كثب لتجنب إرباك الولايات المتحدة. ومن المؤكد أن المصادقة على البناء الجديد في حي الشيخ جراح لن تساعد نتنياهو في محاولة ترميم الثقة مع أوباما.

وخلال اللقاء مع أوباما، قال نتنياهو له أنه معني بإنهاء الأزمة والمضي قدماً والعمل بتعاون وتنسيق مع الإدارة الأميركية، وطلب العودة إلى الوضع الذي كان قائماً في السابق، عندما كانت الولايات المتحدة وإسرائيل "متفقتين على ألاّ تتفقا" بشأن البناء في القدس الشرقية، من دون خلق أزمة جرّاء كل مشروع بناء جديد.

وكُرس جزء آخر من اللقاء لموضوع إيران. وأكد نتنياهو أن العقوبات المشدّدة وحدها ستدفع إيران إلى وقف البرنامج النووي، وأن هذا الأمر أيضاً موضع شك. وذكر أن على الولايات المتحدة "النظر في جميع الإمكانات المتاحة لها".

 

وقد احتلت مسألة القدس مكاناً مركزياً في اللقاءات التي عقدها نتنياهو مع رئيسة مجلس النواب نانسي بلوسي، ومع عشرات من أعضاء مجلسَي النواب والشيوخ، وقد شرح فيها الخطوات التي تمر بها عملية التخطيط والبناء في القدس، وكرر موقفه القائل إن البناء لن يتوقف في الأحياء اليهودية من المدينة التي ستبقى في يد إسرائيل في الحل النهائي. وأضاف أنه يخشى أن تؤجل مفاوضات السلام مع الفلسطينيين عاماً آخر ما لم يتخلّ الفلسطينيون عن مطالبتهم بتجميد الاستيطان الإسرائيلي بصورة تامة.