· يرى الباحثان في معهد الأمن القومي عوديد عيران وإيفان ألترمان أنه بغض النظر عمن سيفوز في الانتخابات الأميركية، فمن المؤكد أنه سيكون صديقاً لإسرائيل. وجاء هذا التحليل في أعقاب المناظرة الثالثة والأخيرة التي جرت بين الرئيس الأميركي بارك أوباما وبين خصمه ميت رومني، وبالاستناد إلى المواقف الإيجابية التي صدرت عن المرشحَين تجاه إسرائيل.
· بيد أن الاعتماد على تصريحات أوباما ورومني عشية الانتخابات ينطوي على شيء من المخاطرة، ولا سيما في ظل حاجتهما إلى الحصول على الصوت اليهودي. من هنا يجب مقارنة مواقف المرشحَين الأخيرة بتصريحاتهما ومواقفهما السابقة.
· لم يحدد رومني توجهات سياسته الخارجية، لكنه أظهر في كثير من تصريحاته تفهماً عميقاً لوضع إسرائيل الجيوسياسي الصعب. أمّا أوباما، الذي حدد ما ستكون عليه سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، فلا يظهر من أفعاله وتصريحاته أنه متعاطف، بصورة خاصة، مع إسرائيل. طبعاً، يمكن القول إن أوباما يريد مصلحة إسرائيل عندما يدعي أن خلاصها سيكون بدعمها قيام دولة فلسطينية إلى جانبها، لكن الضغط الذي مارسه على إسرائيل وطريقة تعامله معها، وتحديداً الخطاب الذي ألقاه في جامعة القاهرة، والذي شبه فيه اللاجئين العرب والفلسطينيين بلاجئي المحرقة النازية، كل ذلك لا يجعل منه صديقاً لإسرائيل.
· تقوم علاقة أوباما بإسرائيل على نظرته المعادية للغرب "الرأسمالي" الذي يرى فيه نظاماً استغلالياً وظالماً للعالم الثالث. وثمة تخوف حقيقي من أن يكون أوباما يفكر مثل صديقه الحميم البروفسور رشيد الخالدي، الذي كان مقرباً من عرفات وتلميذاً لإدوارد سعيد، وهو بالتالي يعتبر قيام إسرائيل مظهراً من مظاهر الاستعمار الإمبريالي للعالم الإسلامي، وهو يريدها أن تعوض الفلسطينيين عن الظلم الذي لحق بهم وذلك من خلال موافقتها على قيام دولة فلسطينية إلى جانبها. ولا يبدو أوباما خائفاً من سيطرة "حماس" على هذه الدولة، ومن أن تشن انطلاقاً منها حرباً على إسرائيل تحصد العديد من الضحايا.
......
· لقد أضعف أوباما موقف أميركا، الأمر دفع إيران إلى الاستخفاف بها، وشجع الصين وروسيا على تحديها، كما أنه سمح للراديكاليين الإسلاميين بالسيطرة على "الربيع العربي". من هنا فإن فوزه بولاية ثانية معناه استمرار الضرر.