· على الرغم من مرور أكثر من شهر على انتهاء عملية "الرصاص المسبوك" في غزة، فإن إسرائيل لا تزال تفتقر إلى سياسة واقعية وقابلة للتنفيذ إزاء الفلسطينيين. ولا بُد من أن تكتشف الحكومة الإسرائيلية الجديدة [برئاسة بنيامين نتنياهو] أن استئناف العملية العسكرية ضد غزة، بحسب ما تطالب به أحزاب اليمين، لن يؤدي إلى تحقيق أي إنجاز آخر عدا ما تحقق إلى الآن. كما أن من المشكوك فيه أن تحظى عملية كهذه، مرة أخرى، بتأييد الرأي العام الإسرائيلي والأسرة الدولية.
· في الوقت نفسه، فإن إجراء مفاوضات مع سلطة فلسطينية ضعيفة يرئسها زعيم (محمود عباس) مُدّدت ولايته بصورة كانت موضع خلاف، بحسب ما يطالب به حزب كاديمـا، يُعتبر أمراً إشكالياً للغاية. إن عباس لا يملك تفويضاً حقيقياً ولا تأييداً جماهيرياً لتوقيع اتفاق دائم، علاوة على أنه لا يملك قدرة حقيقية على دفعه قدماً.
بناء على ذلك، فإن السؤال المطروح هو: إذا كان الموقفان المذكوران لا يعكسان سياسة واقعية وقابلة للتنفيذ إزاء الفلسطينيين، فلماذا لا يتم الاتفاق على إجراء دراسة مهنية عاجلة للأوضاع بهدف التوصل إلى بدائل واقعية يكون في إمكانها مواجهة التحدي الفلسطيني؟ إن دراسة من هذا القبيل قد تؤدي إلى إيجاد بدائل جديدة ربما تكون واعدة.