من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· هناك احتمالان فيما يخص النقاش المتعلق بخط الحدود التي تتطلع الحكومة الإسرائيلية إلى رسمها خلال المفاوضات الحالية مع الفلسطينيين: الأول هو الخط الحالي الذي يمر بمحاذاة نهر الأردن، والذي يقوم الجيش الإسرائيلي من خلاله بمنع عمليات تهريب الوسائل القتالية وخصوصاً الصواريخ [إلى الضفة الغربية]، والتي يمكن أن تشكل تهديداً لمناطق غوش دان [منطقة تل أبيب] ونتانيا والخضيرة والعفولة وموديعين واللد والرملة. غير أن إقامة دولة فلسطينية تسيطر على يهودا والسامرة [الضفة الغربية] وربما على قطاع غزة، تتعارض مع إمكان الاحتفاظ بهذا الخط.
· الخط الثاني هو خط الحدود الذي كان لإسرائيل خلال الفترة 1948 ـ 1967 [الخط الأخضر]، والذي يمكن القول إنها عاشت معه "بسلام" [حتى حرب حزيران/ يونيو 1967]. صحيح أن هذا الخط لم يكن مثالياً، وكانت عيوبه الأساسية كامنة في كونه خطاً حدودياً طويلاً ومتعرجاً للغاية وقريباً من البحر، لكن في واقع الأمر، فإن منطقة يهودا والسامرة [الضفة الغربية] كانت مجردة من السلاح، فضلاً عن أن الجيش الأردني الذي كان منتشراً فيها لم يشكل أي تهديد لإسرائيل.
· ما الذي ترغب الحكومة الإسرائيلية فيه الآن؟ إنها تتطلع إلى خط حدود شبيه بالخط القديم [ما قبل 1967] لكن شرط أن يتضمن تغييراً بارزاً واحداً هو ضم الكتل الاستيطانية التي تقع مستوطنة أريئيل [شمال الضفة] في مركزها. وعلى ما يبدو، فسيحدث في القدس تغيير كبير يشمل ضم مستوطنات وأحياء كثيرة محيطة بالقدس، لكن مسألة القدس تتسم بأهمية خاصة ومن الأفضل إبقاؤها خارج إطار النقاش الأمني. إزاء ذلك، فإن ما يجب الانتباه إليه هو أن هذا الخط الجديد لن يكون آمناً أكثر من الخط القديم، ذلك بأنه خط طويل ومتعرج ومن الصعب الدفاع عنه في مواجهة العمليات المسلحة. من ناحية أخرى، فإن الإسفين الذي ستشكله كتلة أريئيل الاستيطانية [داخل الأراضي الفلسطينية] سيكون مصدراً لمزيد من التوتر والعداء.
بناء على ذلك، إذا كان [رئيس الحكومة] بنيامين نتنياهو جاداً في قوله إن الأمن هو الاعتبار الرئيسي للتسوية السياسية، فإن ما يتعين عليه أن يدركه هو أن خط الحدود القديم يبقى من الناحية الأمنية أفضل كثيراً من خط الحدود الجديد. ثمة اعتبارات تاريخية وعاطفية لرسم خط الحدود لا يمكن التقليل من أهميتها، ومع هذا، فإن الادعاء أن خط الحدود الجديد هذا يمكن أن يمس أمن إسرائيل يجب أن يتغلغل إلى الخطاب السياسي والشعبي والأمني.