من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· إن الاختبار الحقيقي للزعماء كامن في قدرتهم على تشخيص الفرص واستغلالها لمصلحتهم، وأمام [رئيس الحكومة الإسرائيلية] بنيامين نتنياهو فرصة كبيرة كهذه. وما يتعين عليه فعله هو أن يعقد اجتماعاً للحكومة الأحد المقبل، ويعلن تمديد تجميد الاستيطان [في الضفة الغربية] ثلاثة أشهر أخرى، على أن تجري خلالها مفاوضات مكثفة مع [رئيس السلطة الفلسطينية] محمود عباس بشأن رسم الحدود الدائمة بين إسرائيل وفلسطين. وفي إثر هذا الإعلان، على نتنياهو أن يدعو عباس إلى بيته، وأن يعرض عليه خريطة شجاعة وغير متوقعة للحدود المستقبلية.
· ما الذي سيحققه نتنياهو [من وراء خطوة كهذه]؟ أولاً وقبل أي شيء، سيفاجئ الجميع، وسيثبت جدية نياته [إزاء عملية المفاوضات المباشرة].
· ثانياً، سيتولى زمام المبادرة وسيحدد جدول الأعمال بدلاً من الانجرار وراء عباس و[الرئيس الأميركي] باراك أوباما، اللذين ما زالا يضعانه في خانة الرافض [للسلام].
· ثالثاً، لا شك في أن خريطته ستضطر عباس إلى أن يحسم مواقفه سريعاً، وعندها سيتبين ما إذا كان شريكاً للصفقة أم أنه مجرد دعيّ يتطلع إلى البقاء في منصبه وإحراج إسرائيل. ولا شك أيضاً في أنه في حال قيام الفلسطينيين برفض اقتراح التقسيم للمرة الرابعة ـ بعد رفض قرار التقسيم [سنة 1947] واقتراحات كامب ديفيد [سنة 2000] ورؤية أنابوليس [سنة 2007 ـ 2008] ـ فإن ذلك سيوفر لنتنياهو حرية التحرك، وسيخفف العزلة الدولية المفروضة على إسرائيل، لكن في حال نجاح أوباما في انتزاع كلمة "نعم" من عباس، فإن ما سيحدث هو تغيّر جذري كبير في الشرق الأوسط برمته يسفر عن تعزيز قوة المحور المعتدل في مقابل المحور الراديكالي بزعامة إيران، وسيسجل ذلك كله لمصلحة نتنياهو.
· رابعاً، إن رسم الحدود الدائمة سيمكن الجانبين [الإسرائيلي والفلسطيني] من الاهتمام بالمستقبل بدلاً من الماضي، كما أنه سيدفع إلى الأمام موضوع إقامة الدولة الفلسطينية، ويؤجل مناقشة المطالب المتعلقة بالرواية التاريخية لكل من الجانبين، وبالاعتراف بإسرائيل دولة يهودية، وبـ "حق العودة" للاجئين الفلسطينيين.
· خامساً، إن أي صفقة جانبية يعقدها نتنياهو مع المستوطنين لن تساعده، ذلك بأنهم سيخوضون معركة ضده في الأحوال جميعاً، ولذا، عليه أن يواجههم منذ الآن بدلاً من أن يتوسل إليهم.
سادساً، إن عملية رسم الحدود ستوضح، مرة واحدة وإلى الأبد، ما هي الأراضي التي ستُضم إلى إسرائيل ويمكن أن تبني فيها كما تشاء، وما هي المستوطنات التي سيتم تجميد أعمال البناء فيها، والتي سيجري إخلاؤها لاحقاً. وبذا، فإن غيمة المستوطنات التي تتسبب بتكدير العلاقات الإسرائيلية ـ الأميركية ستزول نهائياً. لا يجوز لنتنياهو أن ينتظر، ونظراً إلى كون مكانته السياسية في الذروة فإن ما عليه فعله هو أن يستغل الفرصة السانحة أمامه وأن يطلق مبادرة سلام الآن.