عملية "الرصاص المسبوك" لم تحرز أي نجاح
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

·      يتبين الآن أن عملية "الرصاص المسبوك" العسكرية الإسرائيلية في غزة لم تحرز نجاحاً كبيراً، بل ربما لم تحرز النجاح قط.

·      فقد هدفت هذه العملية، من ناحية أولى، إلى منع عمليات تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة، لكن هذه العمليات لا تزال مستمرة حتى الآن. وبحسب المعلومات التي قُدمت هذا الأسبوع إلى اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية، فإن أنواع السلاح كلها، بما في ذلك صواريخ غراد، تصل إلى غزة في الوقت الحالي عن طريق الأنفاق.

·      كما هدفت هذه العملية، من ناحية ثانية، إلى وقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل، غير أن إطلاقها مستمر إلى الآن. وهدفت، من ناحية ثالثة، إلى فرض تهدئة بشروط أفضل على "حماس"، لكن المحادثات بين مصر وهذه الحركة تدور على تهدئة بالشروط نفسها، وثمة من يقول بأسوأ منها حتى. علاوة على ذلك، هدفت العملية، من ناحية رابعة، إلى تسريع المفاوضات بشأن الإفراج عن غلعاد شاليط، غير أن "حماس" لم تتزحزح قيد أنملة عن مواقفها.

·      بناء على ما تقدّم، فإن المسؤولين جميعهم في إسرائيل يتمسكون برأي يقول إن العملية العسكرية المذكورة نجحت في استعادة قوة الردع الإسرائيلية. لكن يبدو لي أننا ردعنا أنفسنا، لا أكثـر. وهذا الأسبوع قال لي أحد كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية إن عملية "الرصاص المسبوك" كانت أقصى ما يمكن للعالم أن يسمح لنا بالقيام به في غزة، وفي حال عدم فتح المعابر بإرادتنا، فقد يأتي يوم يفرض العالم فيه علينا أن نفتحها رغماً عنا.

·      في هذه الأثناء، يؤكد رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت، أن التوصل إلى اتفاق مع "حماس" بحسب شروطها سيجعل عملية "الرصاص المسبوك" بمثابة هزيمة، وسيؤدي إلى إذلال إسرائيل. ولا يبدو أنه متأثر من التوتر الناشب مع مصر، فإسرائيل ـ على حد قوله ـ لم تتعهد لها بالتوصل إلى تهدئة. أمّا وزير الدفاع، إيهود باراك، فلا يزال مقتنعاً بأن الإفراج عن شاليط مرهون بأولمرت وحده. ووفقاً للتجارب المتراكمة جراء عمليات اختطاف جنود إسرائيليين في الماضي، فإن في إمكان إسرائيل أن تساوم بشأن الثمن المطلوب منها عقب وقوع عملية الاختطاف مباشرة، لكن الطرف العربي لن يتراجع عن القرارات التي يتخذها. وبرأي باراك، فإن المصريين هم العنوان الوحيد للإفراج عن شاليط، ولا يوجد بديل منهم في الوقت الحالي.