سياسة روسيا الخارجية قائمة على أساس كسب رضا الجميع
تاريخ المقال
المصدر
- لا شك في أن روسيا نجحت خلال الأعوام القليلة الفائتة في أن تعزز على مستوى العالم كله مكانتها كدولة دبلوماسية عظمى، وكوسيط عادل. وعلى الرغم من أن "الربيع العربي" أضعف هذه المكانة في الآونة الأخيرة إلاّ إنها لم تتلاش كلياً.
- ويمكن القول إن روسيا تعلق أهمية كبيرة على إقامة علاقات صداقة مع إسرائيل، ومع ذلك فإن العلاقات القائمة بين القدس وموسكو لا تعتبر حميمة للغاية.
- وفيما يتعلق بموضوع البرنامج النووي الإيراني، فإن روسيا تتطلع إلى التوصل إلى تفاهمات بشأنه مع جميع الأطراف، ولا سيما مع الولايات المتحدة. وليس من المبالغة القول إنه في حال إقدام إيران على اتباع سياسة هوجاء في هذا الشأن، فإن روسيا ستنضم إلى نظام العقوبات المفروض على طهران.
- ولا بد من أن نلاحظ أن مصالح الصين ليست شبيهة بمصالح روسيا، ذلك بأن هذه الأخيرة وإيران هما دولتان مصدرتان للنفط، وبالتالي فإن فرض عقوبات على صناعة النفط الإيرانية من شأنه أن يؤدي إلى رفع أسعارها وهو ما يصب في مصلحة روسيا، في حين أن الاقتصاد الصيني سيكون عرضة للانهيار في حال إلحاق أي ضرر بعملية استيراده الطاقة من إيران. كذلك لا بد من التأكيد أن تحول إيران إلى دولة نووية يعتبر أمراً سيئاً بالنسبة إلى روسيا.
- بناء على ما تقدم، يمكن التقدير أن روسيا لن تأسف في حال شن هجوم عسكري على إيران، وذلك على الرغم من معارضتها له. وفي الوقت نفسه، في حال شن هجوم كهذا على إيران، فإن هذه الأخيرة ستتوجه أولاً إلى روسيا التي ستسرع بدورها إلى احتضانها لأن سياستها الخارجية قائمة على أساس كسب رضا الجميع.