على المعارضة التصدي لسيطرة اليمين المتطرف على الحياة السياسية في إسرائيل
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

 

  • يفسر اليمين المتطرف سيطرته الكاملة على نمط الحياة في إسرائيل بالقول أنه يمثل إرادة الشعب، إذ لديه أكثرية في الكنيست، وهو يحظى بتأييد الأغلبية في استطلاعات الرأي. وبناء لذلك، يمكنه القول أنه يمثل إرادة الشعب، كذلك يحق للمستوطنين المتدينين ولحزب إسرائيل بيتنا وللمتطرفين في الليكود فرض التشكيلة التي يريدونها لمحكمة العدل العليا.
  • لقد تعهد نتنياهو بطريقة احتفالية بإخلاء مواقع استيطانية غير قانونية، مثل غفعات أساف، حيث تبين أن 30 منزلاً فيها مبنية على أملاك فلسطينية خاصة، إلاّ إن شيئاً من هذا لم يحدث. ويجري اليوم تحت تأثير ضغط اليمين المتطرف، وبدعم من نتنياهو ووزراء اليمين، البحث مع المدعي العام للدولة، عن إيجاد حل يسمح بتأجيل الإخلاء لمدة نصف عام آخر.
  • لكن يمكننا منذ اليوم الجزم بأنه لن يتم إخلاء أي منزل، لا في مِغرون ولا في عمونة ولا في غفعات أساف، الأمر الذي يتعارض تماماً مع الأوامر الصادرة عن محكمة العدل العليا. فما قيمة القانون والنظام في مقابل "إرادة الشعب"؟ وما قيمة الإجراءات القانونية في مواجهة القوة المتطرفة للمستوطنين ومجلس يهودا والسامرة؟
  • يمكننا مواصلة تقديم الأمثلة على السيطرة المطلقة لليمين، وعلى قدرته الكبيرة على تقرير ما يشاء في أي موضوع يهمه، لكن المسؤولية لا تقع على اليمين، وإنما على المعارضة. ومعلوم أن نتنياهو لا يجرؤ على الإقدام على أي خطوة تثير غضب المستوطنين، إذ يخشى تخليهم عنه.
  • وفي الواقع، فإن المستوطنين لا يمثلون أغلبية الشعب، ومواقفهم لا تعكس إرادته. صحيح أن اليمين يحظى بتأييد الأغلبية في استطلاعات الرأي، لكن هذا التأييد ليس موجهاً إلى اليمين المتطرف الذي يسيطر على حكومة إسرائيل وعلى الكنيست، وإنما إلى اليمين المعتدل العقلاني والمؤيد لسلطة القانون، والمتمثل بأشخاص، مثل دان مِريدور وبني بيغن ورؤوفين ريفلين الذين يتصرفون اليوم كمعارضة فاعلة أكثر بكثير من المعارضة المفترضة.
  • والاسئلة التي تطرح نفسها هي التالية: أين اختفى حزب العمل؟ ولماذا منذ انتخاب رئيسته الجديدة شيلي يحيموفيتش لم نسمع رأيها في الموضوعات المطروحة الآن على النقاش؟ ألم تنتبه إلى أن مهمتها الجديدة تفرض عليها ألاّ تقصر اهتمامها بالموضوعات الاجتماعية، وأن عليها إعداد حزبها لصراع لا هوادة فيه ضد التطرف الذي يسيطر الآن على مجالات الحياة كافة؟
  • لا نستطيع توقع الكثير من حزب كاديما، إذ إن أحد أهم أعضائه آفي ديختر هو الذي طرح اقتراح قانون إسرائيل دولة يهودية، لكن على الرغم من ذلك فإن صوت تسيبي ليفني مسموع أكثر من صوت يحيموفيتش، وهي تحاول التصدي للتدهور الفظيع الذي تشهده إسرائيل اليوم، وهذا ما يفعله أيضاً أعضاء حركة ميرتس.
  • إن كل ما تبقى لملايين المواطنين الذي يعتبرون أنفسهم ينتمون إلى معسكر الوسط واليسار هو الطلب من المعارضة إنقاذهم من سيطرة اليمين التي تهدد بإغراقنا جميعاً.