جنرال أميركي: إسرائيل تهدد مكانتنا في الشرق الأوسط
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

هل يمكن اعتبار الأزمة الحالية في العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل نتيجة ضغط متأتٍ من الجيش الأميركي؟ يتبين من تفصيلات كُشف النقاب عنها نهار الأحد الفائت أن قائد المنطقة الوسطى للجيش الأميركي حذر البنتاغون من الانعكاسات الخطرة لحالة الجمود في المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين على المصالح الأميركية في الشرق الأوسط.

فقد عرض خبير الشؤون الأمنية، مارك بيري، في مقال نشره في مجلة "فورين بوليسي"، تقريراً أعده ضابطان من قيادة المنطقة الوسطى، رسما فيه صورة قاتمة لوضع المصالح الأميركية في المنطقة. وقد أُعد التقرير بتكليف من قائد المنطقة الجنرال ديفيد باتريوس وقُدم إلى رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميرال مايك مولين في 16 كانون الثاني/ يناير الفائت.

وحذّر الضابطان في تقريرهما من أن قادة الدول العربية يزدادون اقتناعاً بعدم قدرة الولايات المتحدة على الوقوف في وجه إسرائيل، وأن العرب يفقدون الثقة بوعود الإدارة الأميركية، وأن التعنت الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين يهدد مكانة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

وبعد ذلك بيومين، أرسل باتريوس إلى البيت الأبيض ورقة شرح فيها موقفه وطلب نقل المسؤولية عن مناطق السلطة الفلسطينية وقطاع غزة من قيادة المنطقة الأوروبية إلى قيادة المنطقة الوسطى التابعة له. وأراد باتريوس من ذلك أن يوجِد ربطاً مباشراً بين التدخل في النزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، وبين الوجود الأميركي في العراق وأفغانستان، بهدف تهدئة الزعماء العرب.

وذكر بيري أن البيت الأبيض رفض طلب الجنرال باتريوس، لكنه لم يتجاهل أقواله وقرر تعزيز جهوده في المنطقة، وذلك عن طريق ممارسة ضغوط قوية على إسرائيل كي تجمد البناء في المستوطنات، وإرسال المبعوث جورج ميتشل إلى عدد من العواصم العربية. كما طلب من الأميرال مولين عقد لقاء مع نظيره الإسرائيلي الجنرال غابي أشكنازي. وعلى الرغم من أنه ذُكر أن اللقاء بينهما تناول موضوع إيران، إلاّ إن بيري ذكر أن مولين طرح أمام نظيره الإسرائيلي رسالة قاطعة وواضحة: على إسرائيل أن تنظر إلى النزاع مع الفلسطينيين "في سياقه الإقليمي الواسع"، وإلى تأثيره في مكانة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.