· يُعتبر انهيار حزبَي العمل وميرتس، خلال الانتخابات الإسرائيلية العامة [في 10 شباط/ فبراير 2009]، دراماتيكياً للغاية، ولذا يجب أن يستدعي ذلك انقلاباً حقيقياً في مفهوم اليسار الصهيوني. إن انقلاباً كهذا، في حال حدوثه، يجب أن يؤدي إلى الكف عن بذل الجهود كلها في الموضوع الفلسطيني فقط، وإلى تبني مفهوم اليسار العالمي، الذي يشمل عناصر مدنية وأخلاقية واقتصادية وبيئية.
· وبالنسبة إلى الموضوع الفلسطيني نفسه، فقد حان الوقت كي نعترف بأن فكرة "الأرض في مقابل الهدوء" أدت إلى نتائج إشكالية. وربما سيكون مفيداً أكثـر أن نفكر في مبادرة الجامعة العربية، وفي كيفية إحداث اختراق سياسي مع سورية، وفي إمكان تدخل دولي مكثف أكثر في المفاوضات.
يتعين على اليسار الصهيوني أيضاً أن يؤسس إطاراً جديداً يوحد حزبَي العمل وميرتس، ويشمل تمثيلاً لسكان إسرائيل كلهم، لا لسكان تل أبيب فقط. كما ينبغي له أن يعود إلى تنظيم نشاطات احتجاجية ضد العنصرية المتفشية، وضد السعي لتقويض سيادة القانون، وضد السياسة الاقتصادية، وضد استعمال القوة العسكرية المفرطة من أجل حل صراعات سياسية.