· يبدو أن الخاسر الوحيد من التفاهمات المرتقبة [بين إسرائيل و"حماس" بوساطة مصر] سيكون غلعاد شاليط [الجندي الإسرائيلي الأسير لدى "حماس"]. فقد وافقت "حماس" على تهدئة لعام ونصف عام، وستفتح إسرائيل المعابر إلى قطاع غزة بالتدريج، وفي هذه الأثناء فإن قضية شاليط ستؤجل.
· وتُعتبر التفاهمات التي يجري الحديث عنها، في حال تطبيقها، خطوة مهمة، وذلك لأنها البديل الوحيد لاستمرار المواجهة العسكرية واحتلال قطاع غزة فترة طويلة. كما أن من شأن هذه التفاهمات أن ترسي واقع أن "حماس" وافقت على وقف القتال مع إسرائيل، وأنها ستحرص على أن تحذو سائر الفصائل الفلسطينية في غزة حذوها لعام ونصف عام. وستظل إسرائيل محتفظة بحقها في أن ترد، في حال الإقدام على خرق التفاهمات.
· أنهى مندوبو "حماس"، مساء أمس، محادثاتهم مع المسؤولين المصريين بشأن التهدئة. ووفقاً للمعلومات التي وصلت إلى إسرائيل، فقد وافقوا على الاقتراحات الأخيرة التي نُقلت إليهم. ومن المتوقع أن يقوم رئيس القسم السياسي ـ الأمني في وزارة الدفاع الإسرائيلية، عاموس غلعاد، في بداية الأسبوع المقبل، بزيارة إلى القاهرة تهدف إلى وضع اللمسات الأخيرة على مذكرة التفاهمات بين إسرائيل ومصر.
· يقدّر المصريون أن تستمر التهدئة [مع "حماس"] بعد انتهاء الفترة المحددة بعام ونصف عام أيضاً. من جهة أخرى، وافقت "حماس" على أن تشمل التهدئة وقف عمليات القناصة وزرع العبوات الناسفة والتسلل عبر الحدود وحفر الأنفاق بهدف القيام بعمليات مسلحة ضد إسرائيل، علاوة على وقف إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون. كما أن معبر رفح سيبقى مغلقاً، باستثناء الحالات الإنسانية. وسيتولى موظفون من السلطة الفلسطينية الإشراف عليه وعلى المعابر الأخرى، وسيكون في إمكان مندوبين من "حماس" أن يوجَدوا إلى جانب موظفي السلطة.
· اتفقت إسرائيل مع مصر على أن تكون المنطقة الأمنية داخل قطاع غزة بعرض مئتي متر، لا خمسمئة متر كما طالبت في السابق. ولم يتضح بعد ما هو موقف الفلسطينيين في هذا الشأن. كما أعلنت إسرائيل أنها لن تسمح بنقل بضائع معينة عبر المعابر، مثل الأنابيب والماكينات والمواد الخام التي من شأنها أن تستخدم في إعداد المواد التفجيرية. ولا يزال هناك جدل بين الأطراف الثلاثة بشأن نقل مواد مثل الأسمنت والحديد للبناء.
ثمـة تفاهمات سرية بين إسرائيل ومصر، من جهة، وبين مصر و"حماس"، من جهة أخرى، علاوة على التفاهمات العلنية. وتشمل التفاهمات السرية بين إسرائيل ومصر، ضمن أمور أخرى، تعهدات مصرية بمحاربة عمليات تهريب الأسلحة إلى غزة.