من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
يعتقد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، أن المفاوضات غير المباشرة ستبدأ في مطلع الأسبوع المقبل كما جرى الاتفاق عليه [مع جورج ميتشل]، وعلى الرغم من الأزمة التي نشبت مع الولايات المتحدة، في أعقاب الإعلان عن مشروع لبناء وحدات سكنية جديدة في القدس الشرقية، وعلى الرغم من احتجاجات السلطة الفلسطينية والعالم العربي. وشدّد ديوان رئاسة الحكومة أمس على أن "الأزمة أصبحت وراءنا"، والدليل على ذلك الدعوة التي وجهها نائب الرئيس الأميركي جو بايدن إلى نتنياهو لزيارة واشنطن بعد عشرة أيام.
ومع ذلك، قال مسؤولون كبار في واشنطن إنه صحيح أن الأزمة انتهت علناً، لكن ترميم الثقة بين الطرفين يتطلب وقتاً، وكذلك تخطي الإحراج الذي لحق بنائب الرئيس بايدن.
و كان مستقبل المفاوضات قد نوقش في حديث هاتفي أجراه صباح أمس، نائب الرئيس بايدن مع رئيس الحكومة نتنياهو، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وقال بايدن لعباس "إن الولايات المتحدة تعارض البناء في المستوطنات، ولكنها مصرة على استئناف المفاوضات"، محاولاً أن يوضح خطر تعثر المفاوضات بالنسبة إلى الولايات المتحدة.
وكان نتنياهو أعرب مرة أخرى صباح أمس لنائب الرئيس بايدن، عن أسفه للتوقيت غير الموفق لإعلان خطة البناء الجديدة. ورد بايدن على نتنياهو بأن " القضية أصبحت وراءه"، ومن الواضح له أن ما حدث كان مصادفة وليس أمراً مقصوداً.
في هذه الأثناء غيّرت لجنة تخطيط البناء في بلدية القدس جدول أعمالها بعد هذه الحادثة. وعلى الرغم من نفي وزير الداخلية بأنه هو الذي طلب من اللجنة تغيير جدول أعمالها بعد الأزمة، فإن أعضاءها تلقوا جدول أعمال جديداً في الأمس شُطبت منه النقاشات المتعلقة ببناء وحدات سكنية في ما وراء الخط الأخضر، وكذلك خطط صغيرة للبناء في أحياء مثل جيلو، ورامات نافيه، ورامات يعقوب. واعترف أعضاء في اللجنة بأنهم تلقوا تعليمات في الأمس تطلب منهم عدم البحث أو الموافقة على خطط البناء اليهودي في القدس الشرقية حتى إشعار آخر. وكان من المفترض وفقاً لجدول الأعمال السابق الذي يعود إلى أربعة أيام فقط، أن تبحث اللجنة في 32 مخططاً للبناء، لكن جدول الأعمال الجديد تضمن 26 مخططاً فقط.
وأعرب وزير الداخلية أمس، عن أسفه لتزامن إعلان قرار اللجنة البلدية بناء وحدات سكنية جديدة في القدس، مع زيارة نائب الرئيس بايدن، مشيراً إلى أن النقاشات داخل اللجنة جرت قبل أسبوعين، وقبل معرفة أعضاء اللجنة بزيارة بايدن.
من جهة أخرى، نقلت صحيفة"معاريف"(12/3/2010)، عن مسؤولين أميركيين كبار قولهم "إن إسرائيل وجهت طعنة إلى أوباما في الظهر". ووفقاً لهذا المصدر، فإن الرئيس أوباما استشاط غضباً، وعمل نائب الرئيس بايدن على تهدئته، الأمر الذي لم يكن سهلاً. وطلب الرئيس إلى بايدن اتخاذ خطوات إدانة أكثر صرامة من تلك التي صدرت عنه.
وتحدثت الصحيفة عن الأصداء التي خلّفتها تلك المسألة بين أعضاء الكونغرس الأميركي. ونقلت عن مصادر دبلوماسية، أن عدداً من أعضاء الكونغرس بادر، بعد الإعلان عن أعمال البناء في القدس الشرقية في ذروة الزيارة التي يقوم بها بايدن، إلى الاتصال بالبيت الأبيض، واقترحوا خطوات "عقابية" لإسرائيل. ومعظم هؤلاء من الأعضاء اليهود في الكونغرس.
كما نقلت الصحيفة ردة الفعل السلبية في رئاسة الأركان على ما حدث، فقد قال مصدر عسكري كبير للصحيفة:"جاءت الحادثة ونحن في مرحلة حساسة في تعاطينا مع الأميركيين بشأن العقوبات على إيران".