من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· على الرغم من التغييرات الجذرية التي يشهدها الشرق الأوسط منذ عامين، فإن أحداث الأيام الأخيرة تشكل صورة للتوجهات وللتهديدات التي سبق أن واجهتها إسرائيل، والتي لا علاقة لها بالضرورة بالربيع العربي. ويمكن القول إن جولة العنف الجديدة مع حركة "حماس" في قطاع غزة هي جزء من مسار بدأ منذ سيطرة الحركة على القطاع في سنة 2007. أمّا الهجوم الذي شنته إسرائيل على السودان، بالاستناد إلى التقارير الأجنبية، فهو جزء من العمليات التي نفذتها ضد أهداف إيرانية هناك منذ سنة 2008.
· ويمكن القول إن التغير الذي طرأ، مقارنة بالفترة التي سبقت الربيع العربي، هو المتعلق بعدد الجبهات التي على إسرائيل الاستعداد لمواجهتها. فبالإضافة إلى الخطر الذي تشكله غزة، والمواجهة المعقدة مع إيران، هناك انعكاسات عدم الاستقرار في سورية، وخطر نشوب الحرب الأهلية في لبنان (التي من شأنها أن تلقي الضوء على كيفية تصرف حزب الله تجاهنا)، والفوضى السائدة في سيناء، والعلاقة الحارة بين القاهرة وحركة "حماس" في غزة.
· لم ترد الحكومة الإسرائيلية على الاتهامات المباشرة التي وجهتها إليها الحكومة السودانية بأن سلاح الجو الإسرائيلي هو من دمّر مصنع السلاح بالقرب من الخرطوم، والذي من المحتمل جداً أن يكون مصنعاً إيرانياً. ففي مصلحة حرس الثورة الإيراني إقامة مصانع للسلاح قريبة من زبائنه الأساسيين، أي التنظيمات الإرهابية الفلسطينية في غزة.
· وعلى افتراض أن إسرئيل هي التي قصفت المصنع، ففي تقديرنا أن الهدف هو إحباط تهريب أنواع معينة من السلاح إلى غزة، إذ يوجد اليوم في القطاع آلاف الصواريخ من أنواع مختلفة جرى تهريبها عبر الانفاق في رفح. وتشير التقارير إلى وجود صواريخ فجر الإيرانية والتي يبلغ مداها نحو 70 كيلومتراً.
· مساء الأربعاء الماضي جرى الحديث عن تفاهمات غير مباشرة جرى التوصل إليها بين إسرائيل و"حماس"، ومن شأنها أن تخدم المصلحة الأساسية للطرفين بعدم الدخول في مواجهة عسكرية واسعة النطاق في الوقت الحالي. لكن من الواضح أن فترات التهدئة التي تخرق الاشتباكات بين إسرائيل و"حماس" باتت أقصر من السابق، إذ يتعرض سكان البلدات الإسرائيلية المحاذية للقطاع لعمليات قصف أسبوعية، وفي حين تدافع "القبة الحديدية" بنجاح عن المدن البعيدة مثل أشكلون وبئر السبع، فإنها غير قادرة على تأمين الحماية للبلدات الإسرائيلية المحاذية للسياج الحدودي مع غزة. ومع تأكل الردع النسبي الذي نتج من عملية "الرصاص المسبوك" في سنة 2009، وفي ظل تصاعد نفوذ الفصائل الجهادية في القطاع على حساب حركة "حماس"، فمن المحتمل أن تدخل الجبهة الجنوبية في إسرائيل في مرحلة من عدم الاستقرار الشديد.
· في المقابل، فإن الوضع القائم في سيناء يفرض قيوداً على حرية المناورة الإسرائيلية. ونظراً إلى عدم قدرة إسرائيل على مهاجمة أهداف في سيناء خوفاً من انهيار العلاقات مع الحكومة المصرية، تتركز عمليات الجيش الإسرائيلي ضد الإرهاب الذي مصدره سيناء على قطاع غزة. بيد أن عمليات الاغتيال التي تقوم بها إسرائيل في القطاع تشكل ذريعة للتنظيمات المتطرفة كي تقصف إسرائيل، الأمر الذي يدفع الجيش الإسرائيلي إلى الرد، وهلم جراً.
· لقد نجحت "حماس" في الخروج من الجولة الأخيرة من المواجهات في الجنوب منتصرة، وذلك بعدما أجبرت إسرائيل على دفع ثمن الهجمات التي تعرض لها أنصارها من دون أن تتحمل المسؤولية. وعلى الرغم من كل التصريحات الحادة في إسرائيل، فإن القدس تفضل المضي نحو الانتخابات من دون التورط في عملية عسكرية في القطاع. في المقابل حصل إسماعيل هنية على مساعدة اقتصادية من قطر تقدر بأكثر من 400 مليون دولار، وهو معني بالهدوء أكثر من الدخول في حرب ضد إسرائيل، لكن التنظيمات الجهادية قد تدفعه إلى الدخول في مواجهة مع إسرائيل وستطالبه بتحقيق تفاهمات بعيدة المدى كي توافق على التهدئة لبضعة أشهر.