جميع رؤساء الحكومة بعد رابين ساروا في طريق اتفاق أوسلو
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف

·       يجب القول إن رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق يتسحاق رابين، الذي نحيي هذه الأيام الذكرى الـ 17 لاغتياله، لم يكن يسارياً، كما أنه قاد عدة معارك عسكرية قاسية ودموية خاضتها دولة إسرائيل منذ إقامتها، وتولى منصب رئيس هيئة الأركان العامة للجيش في أثناء انتصار حرب الأيام الستة [حرب حزيران/يونيو 1967]، ومنصب رئيس الحكومة في أثناء عملية عنتيبه [سيطرة قوات الكوماندوز الإسرائيلية على طائرة كانت تحتجز رهائن إسرائيليين في مطار أوغندا]، وبلغت حياته السياسية الذروة لدى توليه منصب رئيس الحكومة لولاية ثانية، وتوقيعه اتفاق أوسلو مع الفلسطينيين سنة 1993. 

·       وما أذكره الآن هو أنه في إثر اغتيال رابين [سنة 1995] سادت في إسرائيل مقاربتان فيما يتعلق بمسألة الحفاظ على إرثه: المقاربة الأولى قالت إن الرجل مات ويجب تحويل عملية شجب اغتياله إلى سياسة عامة تحظى بإجماع وطني، أمّا المقاربة الثانية فأكدت أن رابين اغتيل بسبب النهج السياسي الذي انتهجه ولذا يجب العمل على تكريس هذا النهج. وقد تم في نهاية المطاف تبني المقاربة الثانية، وبناء على ذلك أصبح رابين بمثابة رمز لقوى اليسار في إسرائيل، وتضاءل إمكان تحويل شخصيته وذكراه إلى موضوع يحظى بإجماع وطني.

·       على الرغم من ذلك، لا بد من القول إن جميع الذين تولوا منصب رئيس الحكومة بعد اغتيال رابين ساروا في الطريق التي شقها من خلال اتفاق أوسلو [طريق المفاوضات مع الفلسطينيين]، بدءاً بشمعون بيرس مروراً بإيهود باراك وأريئيل شارون وانتهاء بإيهود أولمرت، ومع أن رئيس الحكومة الحالية بنيامين نتنياهو حاول في أثناء ولايته الأولى [1996- 1999] ويحاول الآن أن يتهرب من هذه الطريق إلاّ إنه في نهاية الأمر سيعود إليها، وسيؤدي تأييده حل الدولتين لشعبين إلى أن يطبق اتفاق أوسلو الذي وقعه رابين بحذافيره.