·      لا شك في أن ارتفاع شعبية رئيس حزب "إسرائيل بيتنا"، أفيغدور ليبرمان، في استطلاعات الرأي العام، هو دليل على قوة الهلع الذي يعشش في المجتمع الإسرائيلي. ويبدو أن ليبرمان هو الفزاعة التي يتطلع إسرائيليون كثيرون ينتابهم الخوف من العرب إلى نصبها في مركز الحلبة السياسية، معتقدين أن العرب هم مجرد طيور ولا بُد أن يفزعوا.

·      إن الخوف لدى هؤلاء هو خوف حقيقي، غير أن ليبرمان ليس حقيقياً. ففي يوم الاثنين الفائت ألقى ليبرمان خطاباً في مؤتمر هيرتسليا التاسع كرر في سياقه شعاراته المألوفة، ومنها أن إسرائيل تتعرض، ومنذ الأعوام القليلة الفائتة، لـ "إرهاب" من الخارج والداخل، وأن "الإرهاب" الداخلي أخطر كثيراً من الخارجي، وأن المواطنة يجب أن تكون مرهونة بالخدمة في الجيش، أو بالخدمة الوطنية وبإعلان الولاء لرموز الدولة.

·      في واقع الأمر لا يعتبر أي ادعـاء من هذه الادعاءات صحيحاً. وعلى الرغم من أن عضو الكنيست جمال زحالقة [من التجمع الوطني الديمقراطي] يثير حفيظتنا، إلا إن المشروع النووي الإيراني يبقى أخطر على إسرائيل منه. علاوة على ذلك، لا يمكن العثور على دولة متحضرة واحدة في العالم تتصرف إزاء المواطنين فيها، على غرار ما يدعو ليبرمان إليه.