· لقد شنّت إسرائيل العملية العسكرية على غزة لأنها شعرت بأنها الطريق الوحيدة المتبقية في حيازتها من أجل أن تمارس حقها في الدفاع عن نفسها. ولا شك في أن طابع هذه العملية العسكرية، التي أدت إلى إلحاق أضرار كبيرة بالسكان المدنيين الفلسطينيين، ناجم عن اعتبارات عملانية. وبحسب تصريحات المسؤولين الإسرائيليين في القدس، فإن هذا الطابع سيتكرر في المستقبل إذا لم يستتب الهدوء.
· بناء على ذلك، كان من الصعب على إسرائيل أن تقنع سكان غزة بقبول المساعدات التي حاولت أن تقدمها لهم. تصوروا ما هو الشعور الذي كان سيتملك الجمهور الإسرائيلي العريض، لو أن حزب الله عرض أن يستضيف أطفالاً إسرائيليين في مخيمات صيفية في جنوب لبنان عقب حرب لبنان الثانية [في صيف سنة 2006]؟
· إن الطفل الفلسطيني يكره إسرائيل، وينظر إليها باعتبارها طائرة إف 16، التي تنشر القتل والدمار. كما أن بادرات حسن النية، التي تحاول إسرائيل التظاهر بها، تدل على عدم وعي، وربما على فشل نفسي لدى الجانب الإسرائيلي، وهما ناجمان أساساً عن رفضٍ لواقع أننا نخوض حرباً مريرة مع الشعب الفلسطيني الذي لا يرغب في أي مساعدة من جانبنا.
· إن الفرضية التي فحواها أن في إمكاننا فتح "صفحة جديدة" مع جيل الأطفال الفلسطينيين، الذين لقي أهلهم مصرعهم بنيران الجيش الإسرائيلي خلال العملية العسكرية الأخيرة، تنم عن حماقـة. والطريق إلى المصالحة لا تمر عبر حملات العلاقات العامة، وإنما عبر تشخيص جذور النزاع، من جهة، والاستعداد للمساهمة بدورنا في حلِّه بصورة جذرية، من جهة أخرى.