مفاوضات سلام خطرة
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

·       بغض النظر عن السؤال المشروع فيما إذا كانت معاهدة السلام مع سورية أمراً حسناً أو سيئاً، هناك ثلاث قضايا مزعجة في طريقة إدارتنا للأمور هي: ترتيب مراحل العمل؛ غياب التقويم الاستراتيجي الحقيقي؛ تجاهلنا للولايات المتحدة.

·       عندما ترغب القيادة السياسية في القيام بخطوة استراتيجية فمن الأفضل أن تتبع المراحل التالية: وصف الواقع؛ تحديد المصالح الإسرائيلية وترتيبها بحسب الأولوية؛ إعداد "خريطة مصالح" تبين ما الذي يريد مختلف اللاعبين تحقيقه. وبناءً على العوامل المذكورة أعلاه، يجب أن تحدد القيادة ما هو "الإنجاز المطلوب تحقيقه"، وعند ذلك فقط تأتي المرحلة الخامسة، وهي دخول المفاوضات.

·       تحديد الإنجاز السياسي المطلوب تحقيقه هو قرار يجب أن توافق عليه القيادة السياسية قبل الشروع في المفاوضات. فهل عقد مجلس الوزراء جلسة لهذا الغرض؟ هل تم اتخاذ قرار كهذا في أي منبر آخر؟ هل قام أي فريق مهني بتحليل العناصر التي يجب أن تسبق المفاوضات، وقدمها على الأقل إلى رئيس الحكومة ووزير الدفاع ووزير الخارجية؟ يبدو أننا نبدأ عملية تخطيطنا الاستراتيجي ونحن في المرحلة الخامسة.

·       كان الموقف الإسرائيلي، في المفاوضات مع سورية قبل نحو تسعة أعوام، يقوم على تقويم لا لبس فيه وفحواه أن إسرائيل لا تستطيع الدفاع عن نفسها من دون السيطرة على هضبة الجولان. إذا كان الأمر كذلك، فكيف وافق رئيس الحكومة الأسبق إيهود باراك على تسليم الجولان إلى ‏السوريين؟ كانت "الحيلة" على النحو التالي: كان من المفترض أن تخلي قواتنا الجولان فعلاً، لكن كان من المتوقع ‏أن تنتشر بالقرب منها. وكان من المفترض أن تجرَّد مرتفعات الجولان من السلاح، وأن تُدفع الوحدات المدرعة السورية إلى الخلف في اتجاه الشرق. وبذلك يكون لدينا، لو شعرنا في وقت لاحق أن حرباً على وشك أن تندلع، ما يكفي من الوقت للاستيلاء على الجولان قبل وصول الجيش السوري. 

·       إذا قررنا فعلاً أننا راغبون في تسليم هضبة الجولان، فعلينا أن نتخذ أحد القرارين التاليين: إمّا أن نتبنى العقيدة التي عُرضت قبل تسعة أعوام، وإمّا أن نقرر أنه يمكن بدء الحرب مع وجود جيشنا منتشراً جنوبي الجولان، والدفاع عن إسرائيل من تلك المنطقة. إن الذين يخوضون مفاوضات مع سورية، ويعالجون مسائل متعلقة برسم الحدود من دون توضيح هذه القضية الرئيسية، إنما يتصرفون بسطحية خطرة.

·       ليس سراً أن الولايات المتحدة ليست متحمسة للمفاوضات الإسرائيلية ـ السورية. في السابق، عندما كانت الإدارة الأميركية متحمسة (خلال عهد كلينتون) كان في وسع إسرائيل أن تطلب مقابلاً من الأميركيين لقاء "تنازلاتنا المؤلمة". أما اليوم فهذا العنصر غير متوفر، كما أن الانتخابات الأميركية ستُجرى بعد شهرين. وفي حال رغب الرئيس الأميركي المقبل في دفع السلام الإسرائيلي - السوري قدماً، لن يكون باستطاعتنا رهن التنازلات بتعويضات أميركية، هذا إذا كنا قدمنا هذه التنازلات قبل ذلك. وعليه، فإن توقيت المفاوضات الحثيثة يبدو مستغرباً بالفعل.