قال رئيس الشعبة السياسية ـ الأمنية في وزارة الدفاع عاموس غلعاد، في مناظرة عقدت في إطار مؤتمر مركز هيرتسليا المتعدد الاختصاصات اليوم (الثلاثاء): "إننا نسير على طريق الصدام مع سورية، واحتمالات ذلك كبيرة، وقد كنا قريبين من ذلك في صيف سنة 2006". وعلى حد قوله، فإن السبيل لمنع الصدام العسكري هو الاستمرار في السعي للسلام مع دمشق.
وقال غلعاد في مناظرة مع جنرالات متقاعدين آخرين إنه لا مفر من محاولة التوصل إلى سلام مع سورية في المدى القريب. وعلى حد قوله، فإن عدم تحقيق سلام كهذا سيؤدي إلى إنشاء جبهة خطرة جداً على إسرائيل، جبهة ستشمل، في غضون عامين، إيران بعد أن تصبح قوة نووية، ومنظومة صواريخ سورية، وإرهاباً من حزب الله و "حماس" المجهزين بأسلحة صاروخية.
وأضاف غلعاد: "نحن والسوريون نسير على طريق الصدام. فمن جهة، وصلنا إلى حالة من الهدوء منذ حرب يوم الغفران [حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973] وأكثر من ذلك إلى حالة قريبة من السلام، لكن من جهة أخرى، من المحتمل أن نجد أنفسنا في مواجهة كيان معادٍ على حدودنا الشرقية ـ بدءاً بإيران النووية، مروراً بسورية، وانتهاء بحزب الله و 'حماس'".
وتابع: "أنا أقول إن هناك فرصة للتقدم نحو السلام، ويمكنن خلال العملية [المفاوضات] أن نطرح مشكلاتنا على الطاولة، كالمطالبة بقطع العلاقات العسكرية مع إيران التي لن يكون هناك سلام معها. وهكذا سيكون في إمكاننا أيضاً وقف توريد الأسلحة إلى حزب الله، وإخراج القيادات الإرهابية من دمشق، وإضعاف التحالفات المعادية في المنطقة".
واتفق رئيس الموساد السابق، اللواء احتياط داني ياتوم، مع الموقف الذي عبر عنه غلعاد، وقال إنه لن يكون هناك شرق أوسط هادئ ومستقر من دون اتفاق سلام بين إسرائيل وسورية، ودعا إلى عدم التأجيل لأن الأوضاع ستكون أسوأ بعد عام، وأسوأ كثيراً بعد عامين.
وفي المقابل، قال رئيس مجلس الأمن القومي السابق غيورا آيلاند إنه سينشأ وضع خطر في المنطقة إذا لم يتم التوصل إلى ترتيبات أمنية واضحة. كما رفض إمكان دفع المفاوضات مع سورية قدماً، لأسباب منها أن ذلك قد يؤدي إلى نشوب انتفاضة ثالثة لدى الفلسطينيين الذين سيشعرون بالإحباط جراء بقاء عملية السلام معهم عالقة.
وعارض رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الأسبق يعقوب عميدرور عملية السلام مع سورية وقال: "إنهم يحاولون أن يبيعونا وهماً. ليس هناك في العالم شخص يعتقد أن سورية ستقطع علاقاتها بإيران إذا كانت في حالة سلام معنا".