حزب الله يغير سياسته ويصعّد أعمال العنف في جنوب لبنان
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      تتخوف إسرائيل من تصاعد عمليات حزب الله في جنوب لبنان، وتتفق القيادة العسكرية في إسرائيل مع وجهة النظر الفرنسية التي ترى أن حزب الله هو المسؤول عن الهجمات الأخيرة التي تعرض لها عناصر من قوات الطوارىء الدولية "يونيفيل" في جنوب لبنان. كذلك تدرس إسرائيل علاقة الحزب بحادثتي إطلاق الصواريخ من لبنان في اتجاه إسرائيل خلال الشهر الأخير. وتشير الحوداث الأخيرة إلى تغير في سياسة حزب الله قد يكون سببها الأزمة التي يعانيها نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

·      منذ انتهاء حرب لبنان الثانية، في آب/أغسطس 2006، حرص حزب الله على الامتناع من الدخول في مواجهة مباشرة مع إسرائيل على طول الحدود. وعلى الرغم من أن الحزب هدد أكثر من مرة بالانتقام لاغتيال مسؤول عملياته عماد مغنية، والذي اتهم إسرائيل باغتياله، إلا إن محاولات الانتقام كلها، التي حاول القيام بها والتي أُحبطت، كانت موجهة ضد أهداف إسرائيلية في الخارج. وبصورة عامة، امتنع حزب الله من الاحتكاك بقوات الـ "يونيفيل" على الرغم من محاولاته الدؤوبة التهرب من عمليات المراقبة التي تقوم بها هذه القوات، ونشره مقاتليه في المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني، الأمر الذي يتعارض مع قرار مجلس الأمن رقم 1701 الذي أنهى الحرب.

·      قبل أسبوعين انفجرت عبوة ناسفة لدى مرور دورية تابعة للكتيبة الفرنسية العاملة في الـ "يونيفيل" بالقرب من صيدا، الأمر الذي أدى إلى جرح ستة جنود فرنسيين. وكانت هذه العبوة الثالثة من نوعها التي تستهدف قوات الـ "يونيفل" منذ تموز/يوليو الماضي. وصرح وزير الخارجية الفرنسي في مقابلة إذاعية أُجريت معه أن لدى فرنسا أسباباً تدفعها إلى الاعتقاد أن التفجيرات مصدرها سورية، على الرغم من عدم وجود أدلة تؤكد ذلك. وعندما سئل عما إذا كان حزب الله هو الذي يقف وراء هذه الهجمات ضد قوات الـ "يونيفيل": أجاب: "نعم فالحزب هو الذراع العسكرية لسورية في لبنان."

·      وقد أكدت مصادر أمنية إسرائيلية ما قاله جوبيه، وفي رأيها أن الحزب يرغب في ردع قوات الأمم المتحدة العاملة في لبنان، ولا سيما الكتيبة الفرنسية الأكثر تشدداً ونشاطاً، عن متابعة نشاط التنظيم الشيعي في الجنوب، وأنه أوكل تنفيذ الهجمات إلى تنظيمات صغيرة لا يمكن ربطها مباشرة به.

·      في تشرين الثاني/نوفمبر أُطلقت صواريخ من لبنان على الجليل الغربي من دون وقوع إصابات. وهذا الشهر أُطلق صاروخ كاتيوشا في اتجاه إسرائيل لكنه سقط داخل الأراضي اللبنانية بالقرب من الحدود، الأمر الذي أدى إلى جرح امرأة. وصدر في إثر الهجوم الأول بيان أعلنت فيه كتائب عبد الله عزام مسؤوليتها عن الحادث، وهي تنظيم سني متشدد يحمل اسم الرجل الفلسطيني الذي كان المرشد الروحي لأسامة بن لادن.

·      لكن فيما بعد، اتضح أن البيان كاذب، وحتى الآن لم يُعرف من هو التنظيم الذي أطلق الصورايخ، ولا تستبعد إسرائيل أبداً احتمال أن يكون حزب الله وراء إطلاقها بواسطة تنظيمات أخرى.

·      وثمة أهمية كبيرة لتواتر الأحداث الأخيرة، فهي تدل على أن حزب الله خرج عن السياسة التي انتهجها منذ حرب 2006. ويبدو أن السبب يعود إلى تفاقم الأزمة التي تمر بها سورية وانعكاسها على زعماء الحزب، الأمر الذي يدفعهم إلى التحرك ولو بصورة محدودة. وترى المصادر الأمنية الإسرائيلية أن "حزب الله غارق في مأزق كبير، فمن جهة يوشك نظام الأسد على السقوط، ومن جهة أخرى ستضطر إيران إلى تقليص مساعداتها المالية له بسبب الأضرار التي لحقت بها جراء العقوبات الدولية عليها. وفي مثل هذه الأوضاع، قد يرتكب حزب الله خطأ ويقوم بعمل من شأنه أن يؤدي إلى تعقيد الوضع أكثر."

من جهة أخرى، اعتبرت إسرائيل أن المناورات التي أجراها الجيش السوري مؤخراً عرض للعضلات هدفه ردع المجتمع الدولي عن التدخل في سورية واستخدام القوة ضدها، وهي أيضاً رسالة إلى الدول المجاورة، ولا سيما تركيا وإسرائيل.