· تؤكد العملية العسكرية الفلسطينية أمس أن الاحتمالات كلها لا تزال مفتوحة بالنسبة إلى الفلسطينيين، ما دامت المعابر مغلقة، ولم يتم التوصل إلى تهدئة جديدة. كما أنهم لا يطالعون وسائل الإعلام الإسرائيلية، التي تؤكد أن إسرائيل رممت قوة ردعها. إن المشكلة لا تكمن في تفعيل القوة، وإنما في الاعتقاد أن تفعيلها سيغير الواقع.
· إن أحد الأسباب التي جعلت إسرائيل تقوم بعملية "الرصاص المسبوك" في غزة هو أنها لم تبلور سياسة عقاب ثابتة ومستقرة مفهومة لدى الطرف الآخر ولدى الجمهور الإسرائيلي العريض أيضاً. وبدلاً من ذلك ظلت متمسكة بمفهوم فحواه تعزيز الشرعية على المستويين العالمي والمحلي [لتوجيه ضربة عسكرية ضد "حماس"]، وبذا، أتاحت المجال كي تتدهور الأوضاع إلى عملية عسكرية كبيرة استمرت أكثر من اللازم بحجة تحقيق هدفي "العقاب والردع".
لا شك في أن المزاج العام السائد في إسرائيل، في الوقت الحالي، هو أن العملية العسكرية في غزة أدت إلى تغيير جوهري في الأوضاع. وفي حال عدم ثبوت ذلك، فسيبدأ الإحباط الذي قد يتفاقم على خلفية بضعة عوامل، لعل أهمها أن البلد يقف على عتبة انتخابات عامة، وأن الجميع يتربص بعضه ببعض. وفي إمكاننا أن نفترض أن هذه الأوضاع ستستمر حتى يوم الانتخابات [في 10 شباط/ فبراير 2009].