من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· إن السؤال الأساسي الذي يطرح نفسه هو التالي: هل ستتصرف إيران بصورة عقلانية بعد امتلاكها السلاح النووي؟ إذا كان من الصعب ردع زعماء إيران عن استخدام سلاحهم النووي ضد إسرائيل بسبب لاعقلانيتهم، فإن إيران النووية ستشكل خطراً على وجود إسرائيل لا يمكن السكوت عنه، وفي مثل هذه الحالة يصبح لا مفر من مهاجمة المشروع النووي الإيراني وتدميره. أمّا إذا كان نظام آيات الله في طهران يمكن أن يتصرف بصورة عقلانية، حينئذ يصبح ممكناً الاعتماد على الردع الإسرائيلي، الأمر الذي يسمح لنا بالعيش في ظل القنبلة الإيرانية.
· يواجه المسؤولون في إسرائيل اليوم معضلة معقدة، فهم يتساءلون عمّا إذا كان ممكناً استخدام المبادىء التي قام عليها الردع المتبادل في إبان الحرب الباردة مع إيران، وعمّا إذا كانت اعتبارات الزعيم المسلم في طهران تشبه تلك التي كانت لدى زعماء الكرملين. وهم يتساءلون أيضاً عمّا إذا كان ورثة آية الله الخميني مستعدين للانتحار وتدمير الشعب الإيراني من أجل قتل بضعة مئات ألوف من سكان الكيان الصهيوني.
· قامت البروفسورة أوفيرا سيلكتر من جامعة بنسلفانيا بمراجعة مواقف الخبراء من هذه المسألة، ووجدت أن ثلثي الباحثين ينتمون إلى معسكر "المتفائلين" الذين هم على قناعة بأن إيران النووية ستتصرف كدولة عقلانية، ويمكن تالياً ردعها عن استخدام سلاحها النووي. أمّا بقية الباحثين فهم من معسكر "المتشائمين" الذين يعتبرون أن إيران دولة غير عقلانية، ويجب عدم الاعتماد على الردع وحده.
· يدافع "المتفائلون" عن موقفهم بصورة مقنعة، فيقولون إن سبب تطوير إيران للسلاح النووي هو التجربة المرة لحرب العراق - إيران في الثمانينيات، وهي لا ترغب في استخدام هذا السلاح ضد إسرائيل. ويشيرون إلى أن تطوير السلاح النووي الإيراني هو خيار إيراني عقلاني، وهو يشكل رداً على دول من العالم الثالث وعلى تهديدات دول الغرب وحلفائها (لقد قال وزير الدفاع إيهود باراك إنه لو كان إيرانياً لسعى لتطوير السلاح النووي).
· ثمة من يعتقد أن مجرد الحصول على السلاح النووي سيجعل النظام الإيراني أكثر اعتدالاً، مثلما حدث مع النظام الصيني المتشدد الذي أصبح معتدلاً منذ امتلاكه السلاح النووي سنة 1964. إذ إن الهدف الأساسي للزعماء الإيرانيين هو، مثل كل زعماء العالم، البقاء في السلطة.
· وعلى الأرجح فإن "المتشائمين" يبالغون في لاعقلانية الزعامة الإيرانية، ونستطيع أن نذكّر الذين يتحدثون عن "الطغاة المجانين في طهران" أن طغاة آخرين أيام الحرب الباردة مثل ستالين وماو تسي تونغ تصرفا بعقلانية كاملة فيما بتعلق بالموضوع النووي.
· وتدل التجارب الماضية على أن القيادة الإيرانية اتخذت مواقف عقلانية من المسائل التي لها علاقة بالثمن الباهظ لاستخدام القوة العسكرية. وحتى آية الله الخميني تصرف بصورة عقلانية عندما بدأ العراقيون يقصفون طهران بالصواريخ الباليستية التي أدت إلى مقتل آلاف المواطنين الإيرانيين، فبعد أن كان قد صرح أنه لن يوقع اتفاقاً لوقف إطلاق النار مع العراق قبل إعلان هذا الأخير الاستسلام الكامل، فإذا به يُضطر بعد تساقط الصواريخ على العاصمة الإيرانية إلى توقيع اتفاق وقف إطلاق النار مع صدام حسين.
من هنا ينبغي التشديد على الخطأ الذي ترتبكه إسرائيل عبر تضخيمها الخطر الإيراني وتصويره بأنه يهدد جوهر وجودها، إذ تمتلك إسرائيل قدرة على الردع تستطيع أن تثني أي زعيم إيراني عن التفكير في استخدام السلاح النووي ضدها. لقد آن الأوان لوقف التلويح بفزاعة الخطر الوجودي، والامتناع من التصريحات الاستفزازية التي تؤدي إلى التصعيد.