· ما كان يمكن للحرب في جورجيا أن تندلع لولا الكيفية التي طبقت الولايات المتحدة من خلالها عملية هيمنتها على العالم. فقد خرجت إلى حرب حبلى بالكوارث في العراق، وفوتت أكثر من فرصة للعمل ضد النظام الإيراني، ودفعت في اتجاه توسيع قوات حلف شمال الأطلسي بلا حدود، وتغاضت بصلف عن احتجاجات روسيا على إدخال منظومات دفاعية ضد الصواريخ إلى أوروبا الشرقية.
· إن موسكو تحاول أن تجد جواباً على ما ترى أنه استراتيجيا أميركية معادية لها. وفي هذا الإطار فإنها تعمل كل ما في وسعها كي لا تبقى الولايات المتحدة اللاعب الكوني الوحيد في منطقة الشرق الأوسط. إن زيارة [الرئيس السوري] بشار الأسد إلى روسيا هي تعبير شفاف عمّا يمكن أن ينطوي عليه تجديد التحالف بين الدولتين.
· بناء على ذلك، فإن العودة إلى استراتيجيا الحرب الباردة لن تخدم مصالح الغرب، كما أن روسيا نفسها غير معنية بحرب باردة ثانية. إن ما تتطلع روسيا إليه، في الوقت الحالي، هو إقامة شراكة استراتيجية حقيقية مع الولايات المتحدة، فالدافع الأكبر الذي يحرك روسيا، منذ انتهاء الحرب الباردة، هو محاولة الاندماج في نظام عالمي جديد يحترم مصالحها كقوة صاعدة في الحلبة الدولية، لا أيديولوجيا مواجهة استراتيجية مع الغرب.