لماذا يتم إسقاط المواطنة عن العرب فقط؟
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·       خلال الأعوام القليلة الفائتة تعزز توجُّه في إسرائيل يعتبر المواطنة حقاً مشروطاً يمكن إلغاؤه تحت ذرائع متنوعة وحتى غريبة.  وهناك بند في قانون المواطنة الحالي يخوّل وزير الداخلية الإسرائيلية أن يُسقط المواطنة عن شخص ما بحجة "عدم الولاء للدولة"، أو بحجة "زيارة بلد عدو بصورة مخالفة للقانون". غير أن هذا البند لم يُطبّق حتى سنة 2002، حين قام وزير الداخلية في حينه، إيلي يشاي، بتطبيقه على عربيين إسرائيليين هما قيس عبيد الذي هرب إلى لبنان والتحق بصفوف حزب الله، ونهاد أبو كشك الذي اتهم بالإنتماء إلى حركة "حماس".

·       إن البند المذكور موجّه ضد الجمهور العربي فقط، إذ لم يُطرح أبداً مطلب إسقاط المواطنة عن جواسيس وخونة يهود، وعزمي بشارة هو آخر عربي تجري المطالبة الآن بإسقاط مواطنته، على الرغم من أن المحكمة الإسرائيلية العليا رفضت ذلك، أول من أمس.

·       إن سلوك بشارة يثير الغضب فعلاً، غير أنه لا يختلف، من حيث خطورته، عن سلوك جواسيس يهود، مثل ماركوس كلينغبرغ أو باروخ بار، اللذين نقلا أسرار دولة إلى الاتحاد السوفياتي على مدار أعوام طويلة، وكذلك مردخاي فعنونو [الذي كشف أسرار المفاعل النووي في ديمونا]. وفي حيازة إسرائيل وسائل عقاب متنوعة يمكنها أن تستعملها ضد من يكون ضالعاً في "الإرهاب"، أو في تقديم مساعدة إلى بلد عدو، ولا حاجة إلى أن تضيف إسقاط المواطنة إليها. إن الإقدام على إجراء من هذا القبيل سيؤدي فقط إلى تصاعد مشاعر الغبن لدى عرب إسرائيل.