مقاربة ليبرمان هوجاء ومخجلة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      عرض وزير الخارجية الإسرائيلية، أفيغدور ليبرمان، الذي يُفترض أن يكون المسؤول عن دفع مكانة إسرائيل، باعتبارها دولة مناصرة للسلام، لدى الأسرة الدولية برمتها، مقاربة هوجاء ومخجلة [بشأن سياسة إسرائيل الخارجية]، خلال اجتماع عام عقد في القدس هذا الأسبوع، حضره عشرات السفراء الإسرائيليين في مختلف أنحاء العالم. وعلى ما يبدو فإن ليبرمان الذي أصبح شخصاً غير مرغوب فيه في الدول المهمة في الشرق الأوسط وفي أوروبا، مصرّ على إعادة إسرائيل إلى أيام "العالم كله ضدنا" و"لا يوجد من نتحادث معه".

·      ففي الوقت الذي يقوم فيه رئيس الدولة [شمعون بيرس] ووزير الدفاع [إيهود باراك] ببذل جهد كبير لترميم العلاقات الإستراتيجية مع تركيا، فإن وزير الخارجية يقدم على إغلاق النافذة التي فتحتها هذه الدولة الإسلامية المهمة على سورية. وعشية توجه رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، إلى القاهرة، في زيارة تهدف إلى وضع حد للجمود في الاتصالات مع الفلسطينيين، فإن ليبرمان لا يتورع عن وصف السلطة الفلسطينية بأنها "عصابة مخربين". أمّا الدول العربية التي تقترح منذ سنة 2002 تطبيع العلاقات مع إسرائيل، فإنها تعيش في الأوهام، في نظر ليبرمان.

·      كما أن وزير الخارجية توصل إلى الاستنتاج بأن "الانسحاب إلى الخط الأخضر لن يؤدي إلى إنهاء النزاع". وجاء ذلك بعد أيام معدودة من إعلان رئيس السلطة الفلسطينية [محمود عباس] أن التوصل إلى اتفاق سلام على أساس خطوط 1967 سيؤدي إلى إنهاء المطالب [الفلسطينية] من إسرائيل.

·      لقد أوضح ليبرمان لموظفي وزارته أن وجهة نظره تمثل السياسة الخارجية للحكومة الإسرائيلية الحالية. ولكن، غداة ذلك الاجتماع صرّح رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بأن ظروف استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين أصبحت ناضجة. ولا شك في أن هذه الرسائل المتناقضة تصور إسرائيل دولة خاضعة لحكومة تضلل مواطنيها، كما تضلل جيرانها وأصدقاءها في العالم كله.

·      لا يمكن لإسرائيل السماح بأن يكون سياسي متطرف وبلا مسؤولية هو واجهتها في العالم. ويتبين الآن أن تعيين ليبرمان وزيراً للخارجية هو أحد الأخطاء الفادحة التي ارتكبها نتنياهو لدى تأليف حكومته. وبناء على ذلك، فإنه إذا كان رئيس الحكومة معنياً فعلاً بدفع مبادرات سلمية قدماً، وكسب ثقة الأسرة الدولية به وبحكومته، فعليه تصحيح هذا الخطأ وتنحية ليبرمان من منصبه.