· مرّ عام واحد على عملية "الرصاص المسبوك" العسكرية الإسرائيلية في غزة. وأعترف أمام الجميع الآن بأنني أيدت شن عملية عسكرية إسرائيلية ضد غزة، لكن ليس بالشكل الذي تميزت به عملية "الرصاص المسبوك". فقبل الحرب في غزة تكلم كبار المسؤولين العسكريين كثيراً على عملية عسكرية قصيرة، لمدة يومين أو ربما ثلاثة أيام، تركز على الأهداف العسكرية وحدها.
· كنا نعرف أن حركة "حماس" تستغل المؤسسات الصحية والدينية. لكن، في الوقت نفسه كنا نعرف أن هذه الحركة لم تخترع هذه الطريقة، فهذا ما فعلته حركات التحرر الوطنية في العالم أجمع على مرّ التاريخ. وثمة منظمات عسكرية لدينا سبق أن عملت تحت الغطاء المدني، في تاريخ الكفاح لإقامة الدولة [اليهودية]. كما أن هناك حدوداً قانونية وإنسانية لردة الفعل العسكرية إزاء السكان المدنيين.
صحيح أن البلد صار ينعم بالهدوء منذ انتهاء عملية "الرصاص المسبوك"، كما أن الحياة في المستوطنات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة تسير بصورة طبيعية منذ ذلك الوقت. غير أن الرعب مما ينطوي عليه المستقبل أصبح أصعب مما كان عليه سابقاً. ولا شك في أن الحرب في غزة وطريقة إدارتها أدتا إلى رفع منسوب الكراهية لدى سكان القطاع، ويبدو أن بقاءهم محاصرين داخل أسلاك أكبر سجن في العالم لا يبقي أمامهم إلا القليل من الخيارات.